علامات اُخرى للمنافقین:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سبب النّزول1ـ للمنافقین علامات عشر

تأتی هذه الآیات لتکمّل توضیح علامات المنافقین التی بدأتها الآیات التی سبقتها، یقول تعالى: (وإذا قیل لهم تعالوا یستغفر لکم رسول الله لوّوا رؤوسهم ورأیتهم یصدّون وهم مستکبرون).

لقد وصل بهم الکبر والغرور مبلغاً حرمهم من إستثمار الفرص والاستغفار والتوبة والعودة إلى طریق الحقّ والصواب، وکان «عبدالله بن اُبی» هو النموذج البارز لهذا التکبّر والطغیان، وقد تجسّد ذلک فی جوابه على من طلب منه الذهاب إلى رسول الله للاستغفار، عندما قال «لقد أمرتمونی أن اُؤمن فآمنت، وقلتم: أعط الزکاة فأعطیت، لم یبق بعد إلاّ أن تأمرونی بأن أسجد لمحمّد».

إنّ حبّ المنافقین لأنفسهم وعبادتهم لذواتهم، جعلتهم أبعد ما یکونون عن الإسلام الذی یعنی التسلیم والرضا والاستسلام الکامل للحقّ.

«لووا» من مادّة (لی) وهی فی الأصل بمعنى برم الحبل، وتأتی أیضاً بمعنى إمالة الرأس وهزّه إعراضاً واستکباراً.

«یصدّون» لها معنیان کما أوضحنا ذلک سابقاً، (المنع) و(الإعراض) وهذا المعنى أکثر إنسجاماً مع الآیة ـ مورد البحث ـ بینما یکون الأوّل أی (المنع) منسجماً مع الآیة الاُولى.

ومن أجل أن لا یبقى هناک أی إبهام أو التباس قال تعالى: (سواء علیهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن یغفر الله لهم إنّ الله لا یهدی القوم الفاسقین).

بعبارة اُخرى: إنّ استغفار النّبی لیس علّة تامّة للمغفرة، بل هی مقتض تؤثّر حینما تکون الأرضیة مهیّأة، أی عندما یتوبون بصدق وإخلاص ویتّخذون طریقاً آخر، ویهجرون الکذب والغرور، ویستسلمون للحقّ، هنالک یؤثّر استغفار الرّسول وتقبل شفاعته.

وعبّرت الآیة 80 من سورة التوبة بما یشبه ذلک حینما وصفت قسماً آخر من أهل النفاق، إذ قال تعالى: (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعین مرّة فلن یغفر الله لهم ذلک بأنّهم کفروا بالله ورسوله والله لا یهدی القوم الفاسقین).

ومن الواضح أنّ العدد (سبعین) لیس هو المقصود، بل المقصود أنّ الله لن یغفر لهم مهما استغفر لهم الرّسول (صلى الله علیه وآله).

ولیس کلّ المذنبین من الفسّاق، فقد جاء الرّسول (صلى الله علیه وآله) لإنقاذ المذنبین، فالمقصود إذن هم تلک المجموعة من الفسّاق أو المذنبین الذین یصرّون على ذنوبهم ویرکبون رؤوسهم.

والشاهد الآخر الذی یذکره القرآن کعلامة لهم واضحة جدّاً، هو قوله تعالى: (هم الذین یقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ینفضّو) فلا تعطوا المسلمین شیئاً من أموالکم وإمکاناتکم لکی یتفرّقوا عن رسول الله.

(ولله خزائن السّماوات والأرض ولکن المنافقین لا یفقهون).

إنّ هؤلاء فقدوا الوعی والبصیرة، ولم یعرفوا أنّ کلّ ما لدى الناس إنّما هو من الله، وکلّ

الخلق عیاله، وأن تقاسم الأنصار لأموالهم مع المهاجرین إنّما هو من دواعی الإفتخار والإعتزاز، ولا ینبغی أن یمنّوا به على أحد.

ثمّ یقول تعالى فی إشارة اُخرى إلى مقالة اُخرى سیّئة من مقالاتهم (یقولون لئن رجعنا إلى المدینة لیخرجنّ الأعزّ منها الأذل).

وهذا نفس الکلام الذی أطلقه «عبدالله بن اُبی»، ویریدون من ورائه أنّهم أهل المدینة الأصلیّون الذین سیخرجون منها الرّسول وأصحابه من المهاجرین، بعد عودتهم من غزوة بنی المصطلق التی مرّت الإشارة إلیها.

ورغم أنّ هذا الحدیث صدر عن رجل واحد، لکنّه کان لسان حال المنافقین جمیعاً، وهذا ما جعل القرآن یعبّر عنهم بشکل جماعی «یقولون...» فیردّهم ردّاً حازماً إذ یقول: (ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنین ولکن المنافقین لا یعلمون).

ولم یکن منافقو المدینة وحدهم الذین رووا هذا الکلام، بل سبقهم إلى ذلک رؤساء قریش عندما قالوا: (سینتهی أمر هذه المجموعة القلیلة الفقیرة من المسلمین إذا حاصرناهم إقتصادیاً أو أخرجناهم من مکّة).

وهکذا نرى الیوم الدول المستکبرة وهی تحذّر الشعوب التی ترفض الخضوع لسیطرتها، بأنّها تملک الدنیا وخزائنها، فان لم تخضع لها تحاصرها اقتصادیاً لترکیعها.

وهؤلاء هم الذین طبع على قلوبهم واتّخذوا منهجاً واحداً على مدى التاریخ، وظنّوا أنّ ما لدیهم باق، ولم یعلموا أنّ الله قادر على إزالته وإزهاقه بلمحة بصر.

وهذا النمط من التفکیر (رؤیة أنفسهم أعزّاء والآخرین أذلاّء وتوهّم أنّهم أصحاب النعمة والآخرون محتاجون إلیهم) هو تفکیر نفاقی متولّد من التکبّر والغرور من جهة، وتوهّم الاستقلال عن الله عزّوجلّ من جهة اُخرى، فلو أنّهم أدرکوا حقیقة العبودیة ومالکیة الله لکلّ شیء فمن المحال أن یقعوا فی ذلک التوهّم الخطیر...

وقد عبّرت عنهم الآیة السابقة بقولها: (لا یفقهون) وهنا قالت: (لا یعلمون). ویمکن تفسیر الاختلاف فی التعبیر إلى ضرورات البلاغة، أو أنّه إشارة إلى صعوبة تفهّم أنّ الله مالک خزائن السموات والأرض بالشکل الحقیقی، فی الوقت الذی لا یحتاج إدراک أنّ لله العزّة ولرسوله وللمؤمنین إلى شیء من التعمّق والدقّة.

سبب النّزول1ـ للمنافقین علامات عشر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma