إنّ من جملة النقاط الرائعة المستفادة من الآیة أعلاه هو تقیید طاعة الرّسول بالمعروف، مع أنّ الرّسول(صلى الله علیه وآله) معصوم، ولا یأمر بالمنکر أبداً، وهذا التعبیر الرائع یدلّل على أمر فی غایة السمو، وهو أنّ الأوامر التی تصدر من القادة الإسلامیین ـ مع کونهم یمثّلون القدوة والنموذج ـ لن تکون قابلة للتنفیذ ومحترمة إلاّ إذا کانت منسجمة مع التعالیم القرآنیة واُصول الشریعة وعندئذ تکون مصداقاً (لا یعصینک فی معروف).
وکم هی الفاصلة بعیدة بین الأشخاص الذین یعتبرون أوامر القادة واجبة الطاعة، مهما کانت ومن أی شخص صدرت، ممّا لا ینسجم مع العقل ولا مع حکم الشرع والقرآن، وبین التأکید على إطاعة المعصوم وعدم المعصیة فی معروف؟!
وقال أمیر المؤمنین(علیه السلام) فی رسالته المشهورة التی أرسلها لأهل مصر حول ولایة مالک الأشتر، ومع کلّ تلک الصفات المتمیّزة فیه: «فاسمعوا له وأطیعوا أمره فیما طابق الحقّ فإنّه سیف من سیوف الله»(1).