1ـ الإستئثار بالنعم بلاء عظیم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
أصحاب البستان والمصیر المؤلم2ـ العلاقة بین (الرزق) و(الذنوب)

جبل الإنسان وطبع على حبّ المال، ویمثّل هذا الحبّ غریزة فی نفسه، لأنّ له فوائد شتّى، وهذا الحبّ غیر مذموم إذا کان فی حدّ الإعتدال، وجعل نصیب منه للمحتاجین، وهذا لا یعنی الاقتصار على أداء الحقوق الشرعیة فقط، بل أداء بعض الإنفاقات المستحبّة.

وجاء فی الرّوایات الإسلامیة ضرورة جعل نصیب للمحتاجین الحاضرین ممّا یقطف من ثمار البساتین وحصاد الزرع، وهذا ما یعرف بعنوان (حقّ الحصاد) وهو مقتبس من الآیة الشریفة: (وآتوا حقّه یوم حصاده)(1)، وهذا الحقّ غیر حقّ الزکاة، وما یعطى للمحتاجین الحاضرین منه أثناء قطف الثمار أو حصاد الزرع غیر محدود بحدّ معیّن(2).

إلاّ أنّ التعلّق بالمال حینما یکون بصورة مفرطة وجشعة فإنّه یأخذ شکلا منحرفاً وأنانیاً، وقد لا یکون بحاجة إلیه، فحرمان الآخرین والإستئثار بالأموال والتلذّذ بحیازة النعم والمواهب الإلهیّة دون سواه، مرض وبلاء کما نلاحظ فی حیاتنا المعاصرة مفردات ونماذج کثیرة فی مجتمعاتنا البشریة تعیش هذه الحالة.

وقصّة (أصحاب الجنّة) التی حدّثتنا الآیات السابقة عنها، هی کشف وتعریة واضحة لهذه النفسیات المریضة لأصحاب الأموال الذین یستأثرون بالخیر والنعم والهبات الإلهیّة، ویؤکّدون بحصرها فیهم دون سواهم... ویتجسّد هذا المعنى فی الخطّة التی اُعدّت من جانب أصحاب الجنّة فی حرمان المحتاجین، بالتفصیل الذی ذکرته الآیات الکریمة ..

وغاب عن بالهم أنّ آهات هؤلاء المحرومین تتحوّل فی أحیان کثیرة إلى صواعق محرقة، تحیل سعادة هؤلاء الأغنیاء الظالمین إلى وبال، وتظهر هذه الصواعق على شکل کوارث ومفاجآت وثورات، ویشاهدون آثارها المدمّرة باُمّ أعینهم، ویتحوّل ترفهم وبذخهم إلى زفرات وآهات وصرخات تشقّ عنان السماء، معلنین التوبة والإقلاع عن الممارسات الإستئثاریة، ولات ساعة متاب.


1. الأنعام، 141.
2. یمکن مطالعة الروایات التی جاءت فی هذا المجال فی وسائل الشیعة، ج 6، أبواب (زکاة الغلات، باب 13); وسنن البیهقی، ج 4، ص 133.
أصحاب البستان والمصیر المؤلم2ـ العلاقة بین (الرزق) و(الذنوب)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma