البشارة بظهور النّبی (أحمد):

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سورة الصّف / الآیة 5 ـ 6 1ـ الصلة بین البشارة وتکامل الدین

تأتی الآیة الکریمة ـ أعلاه ـ مکمّلة لمحورین أساسیین تحدّثت عنهما الآیات السابقة وهما (الانسجام بین القول والعمل) و(وحدة الصفّ الإیمانی)، لتستعرض لنا زاویة من حیاة النبیین العظیمین (موسى وعیسى) (علیهما السلام)، ومتطرّقة إلى طبیعة التناقض والانفصام بین أقوال أتباعهم وأعمالهم، بالإضافة إلى (عدم إنسجام صفوفهم) وأخیراً المصیر السیء الذی انتهوا إلیه.

یقول تعالى: (وإذ قال موسى لقومه یاقوم لِمَ تؤذوننی وقد تعلمون أنّی رسول الله إلیکم).

هذه الآیة لعلّها إشارة إلى مخالفات بنی إسرائیل وذرائعهم فی حیاة موسى(علیه السلام)، أو أنّها إشارة إلى قصّة (بیت المقدس) حیث قال بنو إسرائیل لموسى(علیه السلام): (إنّا لن ندخلها أبداً ما داموا فیها ـ أی الجبّارین ـ فاذهب أنت وربّک فقاتلا إنّا ههنا قاعدون).(1)

ولهذا فقد بقوا فی وادی (التیه) أربعین سنة، ذاقوا فیها وبال أمرهم لتهاونهم فی أمر الجهاد، ولإدّعاءاتهم الواهیة.

ولکن مع الإلتفات إلى الآیة 69 من سورة الأحزاب یظهر أنّ المراد من هذا الإیذاء هو ما کانوا ینسبونه لموسى (علیه السلام) من تهم، کما یبیّن ذلک قوله تعالى: (یاأیّها الذین آمنوا لا تکونوا کالذین آذوا موسى فبرأه الله ممّا قالوا وکان عند الله وجیه).

حیث اتّهم(علیه السلام) بقتل أخیه هارون (علیه السلام)، واُخرى ـ معاذ الله ـ بالعلاقة مع امرأة فاسقة (وذلک ضمن مخطّط قارون للتهرّب من إعطاء الزکاة)، وثالثة بالسحر والجنون، کما اُلصقت به(علیه السلام) عدّة عیوب جسمیة اُخرى، جاء شرحها فی تفسیر الآیة ـ أعلاه ـ من سورة الأحزاب(2).

کیف یستسیغ هؤلاء أدعیاء الإیمان إلصاق أمثال هذه التّهم بأنبیائهم!؟

إنّ هذه الممارسة تمثّل فی الواقع نموذجاً صارخاً للتناقض بین القول والعمل، ممّا حدا بموسى(علیه السلام) إلى مخاطبة أصحابه: لماذا تسیؤون إلیّ مع علمکم بأنّی رسول الله إلیکم؟

وممّا لا شکّ فیه أنّ هذه الممارسات لم تبق بدون عقاب کما نقرأ ذلک فی نهایة الآیة حیث، قال تعالى: (فلمّا زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا یهدی القوم الفاسقین).

وهکذا تنزل بمثل هذا الإنسان أعظم الدواهی، حیث یحرم من الهدایة الإلهیّة وینحرف قلبه عن الحقّ(3).

إنّ ما یستفاد من المفهوم الذی إستعرضته الآیة المبارکة أنّ الهدایة والضلالة وإن کانت من قبل الله سبحانه، إلاّ أنّ مقوّماتها وأرضیتها تکون من الإنسان نفسه، حیث یقول سبحانه: (فلمّا زاغوا أزاغ الله قلوبهم) وذلک ما یوضّح أنّ الخطوة الاُولى من الإنسان نفسه، ویقول سبحانه من جهة اُخرى: (والله لا یهدی القوم الفاسقین).

فإذا صدر من الإنسان ذنب ومعصیة فقد یسلب منه التوفیق والهدایة الإلهیّة وعندئذ یصاب بالحرمان الأکبر.

وقد بحثنا مفصّلا فی هذا المجال فی تفسیر الآیة 36 من سورة الزمر، (فراجع).

وتشیر الآیة اللاحقة إلى مسألة تکذیب بنی إسرائیل لرسالة عیسى(علیه السلام) ومخالفتهم له، حیث یضیف تعالى: (وإذ قال عیسى بن مریم یابنی إسرائیل إنّی رسول الله إلیکم مصدّقاً لما بین یدیّ من التوراة ومبشّراً برسول یأتی من بعدی اسمه أحمد).

وهذا بیان من عیسى(علیه السلام) أنّه یمثّل همزة وصل وحلقة من الرسالة بین نبیین وکتابین واُمّتین، فقد سبقته رسالة موسى(علیه السلام) وکتابه، وستلیه رسالة الإسلام على ید النّبی العظیم محمّد(صلى الله علیه وآله).

ومن هنا نلاحظ أنّ عیسى(علیه السلام) لم یکن یدّعی غیر الرسالة الإلهیة وفی مقطع زمنی خاصّ، وأنّ ما نسب إلیه من الاُلوهیة، أو أنّه ابن (لله) کان کذباً وإفتراء محضاً.

وبالرغم من أنّ قسماً من بنی إسرائیل قد آمنوا بالرّسول الموعود، إلاّ أنّ الأکثریة الغالبة کان لهم موقف عدائی متشدّد تجاهه، ممّا دعاهم وسوّل لهم إنکار معاجزه الواضحة، وذلک ما یجسّده قوله تعالى: (فلمّا جاءهم بالبیّنات قالوا هذا سحر مبین).

العجیب هو أنّ الیهود کانوا قد شخّصوا الرّسول العظیم محمّد (صلى الله علیه وآله) قبل مشرکی العرب، وترکوا أوطانهم شوقاً إلى لقائه والإیمان به، حیث استقرّوا فی المدینة ترقّباً لظهوره ولإجابة دعوته ..، إلاّ أنّ المشرکین قد سبقوهم إلى الإیمان بالرّسول الموعود وبقی الکثیر من الیهود على لجاجتهم وإصرارهم وعنادهم وإنکارهم له.

ذهب بعض المفسّرین إلى إرجاع الضمیر فی (فلمّا جاءهم) إلى رسول الإسلام (محمّد) کما أوضحناه أعلاه، إلاّ أنّ قسماً آخر یرى أنّه یعود إلى السیّد المسیح(علیه السلام)، أی عندما أتاهم المسیح بالمعاجز الواضحة أنکروها وادّعوا أنّها سحر.

ومن خلال ملاحظة الآیات اللاحقة یتبیّن لنا أنّ الرأی الأوّل أصحّ حیث یترکّز الحدیث فیها على رسالة الإسلام ورسوله الکریم.


1. المائدة، 24.
2. التّفسیر الأمثل الآیة أعلاه من سورة الأحزاب.
3. «زاغوا» من مادّة «زیغ» بمعنى الانحراف عن الطریق المستقیم.
سورة الصّف / الآیة 5 ـ 6 1ـ الصلة بین البشارة وتکامل الدین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma