لا تلهکم أموالکم ولا أولادکم!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سورة المنافقون / الآیة 9 ـ 11 1ـ طریقة التغلّب على الإضطرابات والقلق

إنّ حبّ الدنیا والتکالب على الأموال والإنشداد إلى الأرض، من الأسباب المهمّة التی تدفع باتّجاه النفاق، وهذا ما جعل القرآن یحذّر المؤمنین من مغبّة الوقوع فی هذه المصیدة الخطیرة (یاأیّها الذین آمنوا لا تلهکم أموالکم ولا أولادکم عن ذکر الله ومن یفعل ذلک فاُولئک هم الخاسرون).

ورغم أنّ الأموال والأولاد من النعم الإلهیّة التی یستعان بها على طاعة الله وتحصیل رضوانه، لکنّها یمکن أن تتحوّل إلى سدّ یحول بین الإنسان وخالقه إذا ما تعلّق به الإنسان بشکل مفرط.

جاء فی حدیث عن الإمام الباقر(علیه السلام) یجسّد هذا المعنى بأوضح وجه «ما ذئبان ضاریان فی غنم لیس لها راع، هذا فی أوّلها وهذا فی آخرها، بأسرع فیها من حبّ المال والشرف فی دین المؤمن»(1).

اختلف المفسّرون فی معنى «ذکر الله» ففسّرها البعض بأنّه الصلوات الخمس، وقال آخرون: إنّه شکر النعمة والصبر على البلاء والرضى بالقضاء، وقیل: إنّه الحجّ والزکاة وتلاوة القرآن، وقیل إنّه کلّ الفرائض.

ویبدو أنّ لـ (ذکر الله) معنى واسعاً یشمل کلّ تلک المصادیق.

ولهذا وصف القرآن الکریم اُولئک الذین یرحلون عن الدنیا دون أن یستثمروا نعم الله فی بناء الحیاة الخالدة وتعمیر الآخرة بأنّهم «الخاسرون» فقد خرجوا من هذه الدنیا وهم منشغلون بالأموال والاُمور الزائلة التی لا بقاء ولا دوام لها.

بعد هذا التحذیر الشدید یأمر الله تعالى بالإنفاق فی سبیله حیث یقول: (وأنفقوا من ما رزقناکم من قبل أن یأتی أحدکم الموت فیقول ربّ لولا أخّرتنی إلى أجل قریب فأصّدّق وأکن من الصالحین)(2).

والأمر بالإنفاق هنا یشمل کافّة أنواع الإنفاق الواجبة والمستحبّة، رغم قول البعض بأنّها تعنی التعجیل فی دفع الزکاة.

والطریف أنّه جاء فی ذیل الآیة (فأصدّق وأکن من الصالحین) لبیان تأثیر الإنفاق فی صلاح الإنسان، وإن فسّره البعض بأنّه أداء «مراسم الحجّ» کما عبّرت بعض الروایات عن نفس هذا المعنى فهو من قبیل ذکر المصداق البارز.

وأراد القرآن أن یلفت الأنظار إلى أنّ الإنسان لا یقول هذا الکلام بعد الموت، بل عند الموت والإحتظار، إذ قال: (من قبل أن یأتی أحدکم الموت).

وقال (ممّا رزقناکم) لیؤکّد أنّ جمیع النعم ـ ولیس الأموال فقط ـ هی من عند الله، وأنّها ستعود إلیه عمّا قریب، فلا معنى للبخل والحرص والتقتیر.

على أی حال فإنّ هناک عدداً کبیراً من الناس یضطربون کثیراً حینما یجدون أنفسهم على وشک الإنتقال إلى عالم البرزخ، والرحیل عن هذه الدنیا، وترک کلّ ما بنوا فیها من أموال طائلة وملاذ واسعة، دون أن یستثمروها فی تعمیر الآخرة، عندئذ یتذکّر هؤلاء ویطلبون العودة إلى الحیاة الدنیا مهما کان الرجوع قصیراً وعابراً، لیعوّضوا ما فات، ویأتیهم الجواب (ولن یؤخّر الله نفساً إذا جاء أجله).

وفی الآیة 34 من سورة الأعراف (فإذا جاء أجلهم لا یستأخرون ساعة ولا یستقدمون).

ثمّ تنتهی الآیة بهذه العبارة (والله خبیر بما تعملون) فقد سجل کلّ شیء عنکم وستجدونه محضراً من ثواب وعقاب.


1. اُصول الکافی، ج 2، ص 315، (باب حبّ الدنیا، ح 3).
2. یلاحظ فی الآیة أعلاه: أنّ «أصّدّق» منصوب و«أکن» مجزوم، وکلاهما معطوف على الآخر، لأنّ «أکن» عطف على محلّ «أصدّق» وفی التقدیر هکذا: (إن أخّرتنی أصدّق وأکن من الصالحین).
سورة المنافقون / الآیة 9 ـ 11 1ـ طریقة التغلّب على الإضطرابات والقلق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma