أین الآذان الواعیة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سورة الحاقّة / الآیة 9 ـ 12 1ـ فضیلة اُخرى من فضائل الإمام علی(علیه السلام)

بعد ما استعرضت الآیات الکریمة السابقة الأحداث التی مرّت بقومی عاد وثمود، وتستمرّ هذه الآیات فی التحدّث عن الأقوام الاُخرى کقوم (نوح) وقوم (لوط) لتکون درساً وعبرة لمن وعى وکان له قلب سلیم... یقول تعالى (وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفکات بالخاطئة).

الـ «خاطئة» بمعنى الخطأ و(لکلیهما معنى مصدری) والمراد من الخطأ هنا هو الشرک والکفر والظلم والفساد وأنواع الذنوب.

الـ «المؤتفکات» جمع (مؤتفکة) من مادّة (ائتفاک) بمعنى الإنقلاب، وهی هنا إشارة إلى ما حصل فی مدن قوم لوط، حیث إنقلبت بزلزلة عظیمة.

والمقصود بـ (ومن قبله) هم الأقوام الذین کانوا قبل قوم فرعون، کقوم شعیب، وقوم نمرود الذین تطاولوا على رسولهم.

ثمّ یضیف تعالى: (فعصوا رسول ربّهم فأخذهم أخذةً رابیة).

لقد خالف الفراعنة (موسى وهارون)(علیهما السلام) وواجهوهما بمنتهى العنف والتشکیک والملاحقة... وکذلک کان موقف أهل مدینة (سدوم) من لوط(علیه السلام) الذی بعث لهدایتهم وإنقاذهم من ضلالهم... وهکذا کان ـ أیضاً ـ موقف أقوام آخرین من رسلهم حیث التطاول، والتشکیک والإعراض والتحدّی...

إنّ کلّ مجموعة من هؤلاء الأقوام المتمردّین قد إبتلاهم الله بنوع من العذاب، وأنزل علیه

رجزاً من السماء بما یستحقّون، فالفراعنة أغرقهم الله سبحانه فی وسط النیل الذی کان مصدراً لخیراتهم وبرکة بلدهم وإعمار أراضیهم ودیارهم، وقوم لوط سلّط الله علیهم (الزلزال) الشدید ثمّ (مطر من الحجارة) ممّا أدّى إلى موتهم وفنائهم من الوجود.

«رابیة» و(رب) من مادّة واحدة، وهی بمعنى الإضافة، والمقصود بها هنا العذاب الصعب والشدید جدّاً.

لقد جاء شرح قصّة قوم فرعون فی الکثیر من سور القرآن الکریم، وجاءت بتفصیل أکثر فی ما ورد من سورة الشعراء الآیة 10 ـ 68 یراجع التّفسیر الأمثل، وکذلک فی سورة الأعراف من الآیة 103 ـ 137 راجع التّفسیر الأمثل، وکذلک فی سورة طه من الآیة 24 ـ 79 راجع التّفسیر الأمثل.

وجاءت قصّة لوط أیضاً فی الکثیر من السور القرآنیة من جملتها ما ورد فی سورة الحجر الآیة 61 ـ 77 فی التّفسیر الأمثل.

وأخیراً تعرّض بإشارة موجزة إلى مصیر قوم نوح والعذاب الألیم الذی حلّ بهم، قال تعالى: (إنّا لما طغا الماء حملناکم فی الجاریة).

إنّ طغیان الماء کان بصورة غطّى فیها السحاب ومن هنا جاء تعبیر (طغى) حیث هطل مطر غزیر جدّاً وکأنّه السیل ینحدر من السماء، وفاضت عیون الأرض، والتقت میاههما بحیث أصبح کلّ شیء تحت الماء (القوم وبیوتهم وقصور أکابرهم ومزارعهم وبساتینهم...) ولم تنج إلاّ مجموعة المؤمنین التی کانت مع نوح (علیه السلام) فی سفینته.

جملة (حملناکم) کنایة عن حمل وإنقاذ أسلافنا وأجدادنا من الغرق، وإلاّ فنحن لم نکن فی عالم الوجود حینذاک(1).

ثمّ یبیّن الله سبحانه الغایة والهدف من هذا العقاب، حیث یقول تعالى: (لنجعلها لکم تذکرة وتعیها اُذن واعیة).

إنّنا لم نرد الإنتقام منکم أبداً، بل الهدایة والخیر والسعادة، کنّا نروم أن تکونوا فی طریق الکمال والنضج التربوی والوصول إلى ما ینبغی أن یکون علیه الإنسان المکرم.

«تعیها» من مادّة (وعى) على وزن (سعى) یقول (الراغب) فی المفردات،(ابن منظور) فی لسان العرب: إنّها فی الأصل بمعنى الإحتفاظ بشیء معیّن فی القلب، ومن هنا قیل للإناء (وعاء) لأنّه یحفظ الشیء الذی یوضع فیه، وقد ذکرت هذه الصفة (الوعی) للآذان فی الآیات مورد البحث، وذلک بلحاظ أنّها تسمع الحقائق وتحتفظ بها.

والإنسان تارةً یسمع کلاماً إلاّ أنّه کأن لم یسمعه، وفی التعبیر السائد: یسمع باُذن ویخرجه من الاُخرى.

وتارةً اُخرى یسمع الکلام ویفکّر فیه ویتأمّله، ویجعل ما فیه خیر فی قلبه، ویعتبر الإیجابی منه مناراً یسیر علیه فی طریق حیاته... وهذا ما یعبّر عنه بـ (الوعی).


1. ومن هنا قال البعض: إنّ للآیة محذوف تقدیره: (حملنا آباؤکم).
سورة الحاقّة / الآیة 9 ـ 12 1ـ فضیلة اُخرى من فضائل الإمام علی(علیه السلام)
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma