1ـ أبغض الحلال إلى الله الطلاق

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
شرائط الطلاق والإنفصال:2ـ أسباب الطلاق

ممّا لا شکّ فیه أنّ عقد الزوجیة من جملة العقود والمواثیق القابلة للفسخ، فهناک حالات من الخلاف لا یمکن معها استمرار العلاقة الزوجیة، وإلاّ فإنّها ستؤدّی إلى مشاکل ومفاسد خطیرة وعدیدة، ولهذا نجد الإسلام قد شرّع أمر الطلاق من الناحیة المبدأیة.

بینما نلاحظ المجتمعات المسیحیة التی منعت الطلاق ـ بأی شکل من الأشکال ـ تعیش مشاکل متعدّدة نتیجة لذلک، فغالباً ما یعیش الزوجان المختلفان حالة إنفصال وتباعد، أو حالة طلاق من الناحیة العملیة، رغم عدم الاعتراف بذلک من الناحیة الرسمیة، وکثیراً یلجأ الزوجان إلى اختیار زوج آخر غیر رسمی.

وبناءً على ذلک فإنّ أصل الطلاق من الضروریات التی لا یمکن إلغاؤها بأی وجه من الوجوه، ولکن ینبغی أن لا یصار إلیها إلاّ فی الحالات التی یتعذّر فیها مواصلة العلاقة الزوجیة والحیاة المشترکة.

ولهذا نجد أنّ الطلاق قد ذمّ فی روایات إسلامیة عدیدة، وذکر على أنّه (أبغض الحلال إلى الله).

ففی روایة عن الرّسول الأعظم(صلى الله علیه وآله) أنّه قال: «ما من شیء أبغض إلى الله عزّوجلّ من بیت یخرّب فی الإسلام بالفرقة، یعنی الطلاق»(1).

وفی حدیث آخر عن الإمام الصادق(علیه السلام): «ما من شیء ممّا أحلّه الله أبغض إلیه من الطلاق»(2).

وفی آخر عن الرّسول(صلى الله علیه وآله): «تزوّجوا ولا تطلّقوا فإنّ الطلاق یهتزّ منه العرش»(3).

وکیف لا یکون کذلک؟! والطلاق هو السبب وراء مآس عدیدة تحلّ بالعوائل والرجال والنساء، وأکثر منهم بالأطفال والأولاد، ویمکن تقسیم تلک المآسی إلى ثلاثة أقسام:

1ـ المشاکل العاطفیة: ممّا لا شکّ فیه أنّ انتهاء العلاقة الزوجیة بالطلاق والفراق، بعد حیاة مشترکة عاشها الزوج والزوجة معاً، ستترک آثاراً سیّئة على الصعید العاطفی على کلا الطرفین، وإذا أقدم أحدهما على الزواج مرّة اُخرى فسیبقى ینظر بشیء من القلق والإرتیاب إلى الطرف الآخر، وربّما أعرض بعضهم عن الزواج نهائیاً تحت تأثیر التجربة الاُولى الفاشلة.

2ـ المشاکل الإجتماعیة: غالباً ما تحرم النساء المطلّقات من الحصول على الزوج المؤهّل والکفوء مرّة اُخرى، کما قد یواجه الرجال نفس المسألة حینما یبدأون یفکّرون بالزواج مرّة اُخرى، وقد یضطرّ هؤلاء إلى الزواج رغم عدم قناعاتهم، الأمر الذی یؤدّی إلى فقدان السعادة والراحة إلى الأبد، خصوصاً مع وجود أطفال من الزواج الأوّل.

3ـ مشاکل الأطفال: وهذه أهمّ المشاکل حیث یحرم الأطفال من حنان ورعایة الاُمّ، ویعیشون فی کنف زوجة أبیهم التی لا تنظر إلى هؤلاء الأطفال أو تعاملهم کما تعامل أطفالها الحقیقیین، وبهذا سیعیش الأبناء فراغاً عاطفیاً من هذا الجانب لا یعوّضه شیء.

وتتکرّر نفس الصورة فیما إذا حملت المرأة أطفالها معها إلى الزوج الجدید، فإنّ هذا الزوج الجدید لا یحلّ غالباً محلّ الأب الحقیقی.

وهذا لا یعنی أنّه لا یوجد نساء أو رجال یمتلکون المحبّة والشفقة التی تمتلکها الاُمّهات أو الآباء تجاه أطفالهم، ولکن مثل هؤلاء الناس قلیلون فی المجتمع ویندر الحصول علیهم.

وبناءً على ذلک سیعیش هؤلاء الأطفال المحرومون من حبّ الاُمّ والأب عقداً معیّنة على الصعید الروحی والعاطفی، وربّما یؤدّی إلى فقدانهم السلامة الروحیة. ولهذا سیعانی المجتمع بأجمعه ـ ولیس العائلة فقط ـ من هؤلاء الأطفال الذین قد یشکّلون فی بعض الأحیان ظاهرة خطیرة عندما یعیشون حالة النقص وحبّ الإنتقام من المجتمع.

وعندما وضع الإسلام کلّ تلک الموانع والصعوبات بوجه الطلاق، فإنّما أراد أن یجنّب المجتمع الإسلامی الوقوع بتلک المشاکل، ولهذا السبب أیضاً نلاحظ القرآن الکریم قد حثّ بشکل صریح کلا من الرجل والمرأة على أن یتّجها إلى العائلة والأقرباء لحلّ الاختلاف والمشاکل التی قد تنشأ بینهما، عن طریق تشکیل محکمة صلح عائلیة تعرض علیها الاختلافات والنزاعات بدل عرضها على المحاکم الشرعیة وحصول الطلاق والانفصال. (وضّحنا هذا الأمر ـ أی محکمة الصلح العائلیة فی ذیل الآیة 35 سورة النساء).

وفی نفس الوقت نجد أنّ الإسلام شجّع کلّ ما من شأنه تقویة الأواصر العائلیة وتقویتها، وشجب کلّ محاولة لاضعافها وتفکیکها.


1. وسائل الشیعة، ج 15، ص 266، ح 1، (ج 22، ص 8، الطبعة آل البیت).
2. المصدر السابق، ح 5.
3. المصدر السابق، ص 268، ح 7.
شرائط الطلاق والإنفصال:2ـ أسباب الطلاق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma