جاء ذکر الحواریین فی القرآن الکریم خمس مرّات، مرتین منها فی هذه السورة المبارکة.
«الحواریون»: تعبیر یراد به الإشارة إلى إثنی عشر شخصاً من الأنصار الخواص لعیسى(علیه السلام) وقد ذکرت أسماؤهم فی الأناجیل المتداولة حالیاً.(1)
وهذا المصطلح من مادّة (حور) بمعنى الغسل والتبییض ـ جعل الشیء أبیض ـ کما مرّ بنا سابقاً، لأنّهم یتمتّعون بقلوب طاهرة وأرواح نقیّة، وکانوا یسعون دائماً لغسل نفوسهم والآخرین من دنس الذنوب وتطهیرها من الآثام، لذا اُطلق علیهم هذا المصطلح.
وجاء فی بعض الرّوایات أنّ المسیح(علیه السلام) أرسلهم جمیعاً ممثّلین عنه إلى مناطق مختلفة من العالم، وذلک لإخلاصهم، وتضحیتهم وجهادهم وحربهم ضدّ الباطل، وکانوا أیضاً ممّن یکنّون أعمق الحبّ والولاء للمسیح(علیه السلام).
وتحدّثنا الرّوایات أنّ جمیعهم قد بقی على العهد إلاّ واحداً منهم فإنّه قد خان ونکص واسمه (یهودای أسخریوطی) ممّا حدا المسیح(علیه السلام) فی نهایة المطاف إلى طرده.
ولقد تناولنا توضیحات عدیدة حول هذا فی تفسیر الآیة 52 من سورة آل عمران.
جاء فی حدیث أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله) قال للنفر الذین لاقوه بالعقبة: «أخرجوا إلیّ إثنی عشر رجلا منکم یکونوا کفلاء على قومهم کما کفلت الحواریون لعیسى بن مریم»(2) ممّا یعکس أهمیّة هؤلاء العظام.
اللهمّ، وفّقنا للمشارکة مع أولیائک فی هذه التجارة الرابحة والإستفادة من برکاتها العظیمة...
ربّنا: إنّ الإختلاف والتفرقة فی صفوف المسلمین قد أضعفت مکانة المسلمین صفّاً واحداً کالبنیان المرصوص فی مواجهة أعدائهم.
إلهنا، إنّ دینک القویم لم یبق یوماً دون ناصر، فاکتبنا من أنصاره وحماته وأعوانه ..
آمین یا ربّ العالمین
نهایة سورة الصفّ