المقام السامی للعقل

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
لو کنّا نسمع أو نعقلسورة الملک / الآیة 12 ـ 14

لیست هذه هی المرّة الاُولى التی یشیر فیها القرآن الکریم إلى مقام العقل السامی، کما أنّها لیست المرّة الاُولى التی یصرّح فیها بأنّ العامل الأساسی لتعاسة الإنسان ودخوله عوالم الخسران والضیاع والعاقبة التعیسة، وسقوطه وفی وحل الذنوب وجهنّم... هو عدم الاستفادة من هذه القوّة الإلهیّة العظیمة، وإغفال هذه القدرة الجبّارة، وعدم استثمار هذه الجوهرة والنعمة الربّانیة، وذلک واضح وبیّن لکل من قرأ القرآن وتدبّر آیاته، حیث یلاحظ أنّ هذا الأمر مؤکّد علیه فی مناسبات شتّى ..

وعلى الرغم من الأکاذیب التی یطلقها البعض بأنّ الدین هو وسیلة لتخدیر العقول والاعراض عن أوامرها ومتطلّباتها، فإنّ الإسلام قد وضع أساس معرفة الله تعالى وسلوک طریق السعادة والنجاة، ضمن مسؤولیة العقل.

لذا فإنّ القرآن الکریم یوجّه نداءاته بصورة مستمرّة وفی کلّ مکان إلى (اُولو الألباب) و(اُولو الأبصار) وأصحاب الفکر من العلماء والمتعمّقین فی شؤون المعرفة.

ولقد وردت فی المصادر الإسلامیة روایات کثیرة فی هذا الصدد، بشکل لا یمکن إحصاؤه، والطریف أنّ کتاب الکافی المعروف، والذی هو أکثر الکتب اعتباراً فی مجال الحدیث یحتوی على (أبواب) أو (کتب) أوّلها کتاب باسم کتاب (العقل والجهل) وکلّ من یلاحظ الروایات التی وردت بهذا الخصوص یدرک عمق النظرة الإسلامیة إلى هذه المسألة.

ونحن هنا نقتطف منها روایتین:

جاء فی حدیث عن الإمام علی(علیه السلام) أنّه قال: «هبط جبرائیل على آدم، فقال: یاآدم، إنّی اُمرت أن اُخیّرک واحدة من ثلاث فاخترها ودع إثنین، فقال له آدم: یاجبرائیل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحیاء والدین، فقال آدم إنّی قد اخترت العقل، فقال جبرئیل للحیاء والدین: إنصرفا ودعاه. فقالا: یاجبرئیل، إنّا اُمرنا أن نکون مع العقل حیث کان، قال: فشأنکما وعرج)(1).

وهذا من أجمل ما یمکن أن یقال فی العقل، وطبیعة علاقته مع الحیاء والدین، إذ إنّ العقل إذا ما انفصل عن الدین فإنّ الدین سیکون فی مهبّ الریاح ویتعرّض إلى الانحراف بسبب الأهواء وفقدان الموازین الموضوعیة الأساسیة.

أمّا «الحیاء» الذی هو المانع والرادع للإنسان عن إرتکاب القبائح والذنوب، فهو الآخر من ثمار شجرة العقل والمعرفة.

وهکذا نرى أنّ آدم(علیه السلام) کان یتمتّع بدرجة عالیة من العقل، حیث إنّه(علیه السلام) اختار العقل ممّا خیّر به من الاُمور الثلاث، وبذلک إصطحب الدین والحیاء أیضاً.

ونقرأ فی حدیث للإمام الصادق(علیه السلام) أنّه قال: «من کان عاقلا کان له دین ومن کان له دین دخل الجنّة»(2).

وبناءً على هذا فإنّ الجنّة هی مکان اُولی الألباب، ومن الطبیعی أنّ المقصود من العقل هنا: هو المعرفة الحقیقیّة الراسخة ولیس ألاعیب الشیاطین التی تلاحظ فی أعمال وممارسات السیاسیین والظالمین والمستکبرین فی عالمنا المعاصر. حیث إنّ ذلک کما یقول الإمام الصادق هو (شبیهة بالعقل، ولیست بالعقل)(3).


1. اُصول الکافی، ج 1، ص 10، ح 2; وتفسیر نورالثقلین، ج 5، ص 382.
2. المصدر السابق، ص 11، ح 6.
3. المصدر السابق، ح 3.
لو کنّا نسمع أو نعقلسورة الملک / الآیة 12 ـ 14
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma