الهدف من خلق العالم:

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
سورة الطّلاق / الآیة 12 محتوى السورة:

هذه الآیة هی آخر آیة من سورة الطلاق، وفیها إشارة معبّرة وصریحة إلى عظمة وقدرة الباریء جلّ شأنه فی خلق السموات والأرض وبیان الهدف النهائی للخلق، ثمّ تکمل الآیة الأبحاث التی وردت فی الآیات السابقة حول الثواب العظیم الذی أعدّه الله للمؤمنین المتّقین، والعهود التی قطعها على نفسه لهم فیما یخصّ حلّ مشاکلهم المعقّدة، إذ من الطبیعی أنّ الذی أوجد هذا الخلق العظیم له القدرة على الوفاء بالعهود سواءً فی هذا العالم أو العالم الآخر.

یقول تعالى أوّلا: (الله الذی خلق سبع سماوات).

(ومن الأرض مثلهنّ).

بمعنى أنّ الأرضین سبع کما السماوات سبع، وهذه هی الآیة الوحیدة التی تشیر إلى الأرضین السبع فی القرآن الکریم.

والآن لنر ما هو المقصود من السموات السبع والأرضین السبع؟

مرّت أبحاث مطوّلة فی هذا المجال فی ذیل الآیة 29 من سورة البقرة، وفی ذیل الآیة 12 من سورة فصّلت، لذا نکتفی هنا بإشارة مقتضبة وهی:

إنّه من الممکن أن یکون المراد من عدد 7 هو الکثرة، فکثیراً ما ورد هذا التعبیر للإشارة إلى الکثرة فی القرآن الکریم وغیره، فنقول أحیاناً للمبالغة لو أتیت بسبعة أبحر لما کفت.

وبناءً على هذا فسیکون المقصود بالسموات السبع والأرضین السبع هو الإشارة إلى

العدد العظیم والهائل للکواکب السماویة والکواکب التی تشبه الأرض.

أمّا إذا اعتبرنا العدد سبعة هو لعدد السموات وعدد الأرضین، فإنّ مفهوم هذه الآیة مع الإلتفات إلى الآیة 6 من سورة الصافات التی تقول: (إنّا زیّنا السماء الدنیا بزینة الکواکب)سیکون شیئاً آخر، وهو أنّ علم البشر ومعرفته مهما اتّسعت فهی محدودة ومتعلّقة بالسماء الاُولى التی توجد وراءها ثوابت وسیّارات ستة هی عبارة عن العوالم الاُخرى التی لا تتسع لها معرفتنا المحدودة ولا ینالها إدراکنا الضیّق.

أمّا الأرضین السبع وما حولها، فربّما تکون إشارة إلى طبقات الأرض المختلفة، لأنّ الأرض تتکوّن من طبقات مختلفة کما ثبت الیوم علمیّاً، أو لعلّها تکون إشارة إلى المناطق السبع التی تقسّم بها الأرض فی السابق وحالیاً، علماً أنّ هناک اختلافاً بین التقسیم السابق والتقسیم الحالی، فالتقسیم الحالی یقسّم الأرض إلى منطقتین: منطقة المنجمد الشمالی، والمنجمد الجنوبی. ومنطقتین معتدلتین، واُخریین حارتین، ومنطقة استوائیة، أمّا سابقاً فکان هناک تقسیم آخر لهذه المناطق السبع.

ویمکن أن یکون المراد هنا من العدد «سبعة» المستفاد من تعبیر (مثلهنّ) هو الکثرة أیضاً التی اُشیر بها إلى الکرات الأرضیة العدیدة الموجودة فی العصر الراهن، حتى قال بعض علماء الفلک: إنّ عدد الکرات المشابهة للأرض التی تدور حول الشموس یبلغ ثلاثة ملایین کرة کحدّ أدنى.(1) (2)

ونظراً لقلّة معلوماتنا حول ما وراء المنظومة الشمسیة، فإنّ تحدید عدد معیّن حول هذا الموضوع یبقى أمراً صعباً، ولکن على أی حال فقد أکّد علماء الفلک الآخرون أنّ هناک ملایین الملایین من الکواکب التی وضعت فی ظروف تشبه ظروف الکرة الأرضیة، ضمن مجرّة المجموعة الشمسیة، وهی تمثّل مراکز للحیاة والعیش.

وربّما ستکشف التطورات العلمیة القادمة معلومات أوسع وأسراراً اُخرى حول تفسیر مثل هذه الآیات.

ثمّ یشیر تعالى إلى إدارة هذا العالم الکبیر وتدبیره بقوله جلّ شأنه (یتنزّل الأمر بینهنّ).

وواضح أنّ المراد من «الأمر» هنا هو الأمر التکوینی لله تعالى فی خصوص إدارة وتدبیر هذا العالم الکبیر، فهو الهادی وهو المرشد وهو المبدع لهذا المسار الدقیق المنظّم، والحقیقة أنّ هذه الآیة تشبه الآیة 5 من سورة السجدة حیث تقول: (یدبّر الأمر من السماء إلى الأرض).

على أی حال فإنّ هذا العالم سیفنى ویتلاشى إذا ما رفعت عنه ید التدبیر والهدایة الإلهیّة لحظة واحدة.

وأخیراً یشیر تعالى إلى الهدف من وراء هذا الخلق العظیم حیث یقول: (لتعلموا أنّ الله على کلّ شیء قدیر وأنّ الله قد أحاط بکلّ شیء علم).

کم هو تعبیر لطیف، إذ یعتبر الهدف من هذا الخلق العظیم هو تعریف الإنسان بصفات الله فی علمه وقدرته، وهما صفتان کافیتان لتربیة الإنسان.

ومن ثمّ یجب أن یعلم الإنسان أنّ الله محیط بکلّ أسرار وجوده، عالم بکلّ أعماله ما ظهر منها وما بطن، ثمّ یجب أن یعلم الإنسان أنّ وعد الله فی البعث والمعاد والثواب والعقاب وحتمیة انتصار المؤمنین، کلّ ذلک غیر قابل للتخلّف والتأخّر.

نعم، إنّ هذا الخالق العظیم الذی له هذه «القدرة والعلم» والذی یدیر هذا العالم بأجمعه، لابدّ أنّ أحکامه على صعید تنظیم علاقات البشر وقضایا الطلاق وحقوق النساء ستکون بمنتهى الدقّة والإتقان.

أوردنا بحثاً مفصّلا حول موضوع «الخلقة» فی ذیل الآیة 56 من سورة الذاریات.

الجدیر بالذکر أنّ هناک إشارات وردت فی آیات عدیدة من القرآن الکریم تبیّن الهدف من خلق الإنسان أو الکون، وقد تبدو مختلفة، ولکن بالنظرة الدقیقة نلاحظ أنّها ترجع إلى حقیقة واحدة.

فی الآیة 56 من سورة الذاریات یعتبر «العبادة» هی الهدف من خلق الجنّ والإنس (وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ لیعبدون).

وفی الآیة 7 من سورة هود یضع امتحان الإنسان وتمحیصه کهدف لخلق السماوات والأرض: (وهو الذی خلق السّماوات والأرض فی ستّة أیّام وکان عرشه على الماء لیبلوکم أیّکم أحسن عمل).

فی الآیة 119 من سورة هود یقول: إنّ الرحمة الإلهیّة هی الهدف (ولذلک خلقهم).

وفی الآیة مورد البحث اعتبر العلم والمعرفة بصفات الله هی الهدف (لتعلموا...).

إنّ تدقیقاً بسیطاً فی هذه الآیات یرینا أنّ بعضها مقدّمة للبعض الآخر، فالعلم والمعرفة مقدّمة للعبودیة، والعبادة هی الاُخرى مقدّمة للامتحان وتکامل الإنسان، وهذا مقدّمة للاستفادة من رحمة الله «فتأمّل!»

ربّنا قد عرفتنا بهدف خلقک العظیم فأعنا على الوصول إلى ذلک الهدف.

اللهمّ، إنّ رحمتک واسعة وکرمک دائم وقدرتک نافذة، فأفض علینا من رحمتک.

اللهمّ، إنّک أنزلت القرآن والرّسول لتخرج الناس من الظلمات إلى النور فأخرجنا من ظلمات الذنوب وأهواء النفوس وأنر قلوبنا بنور الإیمان والتقوى.

آمین یاربّ العالمین

نهایة سورة الطلاق


1. تفسیر المراغی، ج 28، ص 151، فی حدیث نقل عن أمیر المؤمنین (علیه السلام) أنّه قال: «لهذه النجوم التی فی السماء مدائن مثل المدائن التی فی الأرض. (تفسیر البرهان، ج4، ص15).
2. وهناک احتمال رابع فی تفسیر هذه الآیة أیضاً أوسع من المعنى الوارد اعلاه. وهو أنّنا لو نظرنا الى اطراف الکرة الارضیة من کل جهة لرأینا مجرات و نجوم کثیرة جداً. و علیه فکما توجد نجوم کثیرة فوقنا فی السماء، فکذلک توجد نجوم کثیرة اسفل أقدامنا، أى لو اننا وقفنا فی القسم الجنوبی من الکرة الارضیة لرأینا مجرات ونجوم کثیرة أیضاً. فیکون المعنى أن السماء التی فوقنا و الارض التی تحت اقدامنا تحوی فی کل ابعادها وجوانبها على عوالم کثیرة، بعضها سماء بالنسبة لنا، و بعضها ارض بالنسبة لنا کذلک.
سورة الطّلاق / الآیة 12 محتوى السورة:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma