3ـ تحقیق حول خلق الجن

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
الأمثل 14
2ـ الطریق الآخر لإثبات علم الغیب للأئمّة(علیهم السلام)محتوى السورة

الجن کما جاء فی المفهوم اللغوی هو نوع من الخلق المستور، وقد ذکرت له مواصفات کثیرة فی القرآن منها:

إنّهم مخلوقون من النار، بعکس الإنسان المخلوق من التراب: (وخلق الجان من مارج من نار).(1)

إنّهم یمتلکون الإدراک والعلم والتمییز بین الحق والباطل والقدرة على المنطق والإستدلال، (کما هو واضح من آیات سورة الجن).

إنّهم مکلّفون ومسؤولون (کما فی آیات سورة الجن والرحمن).

وفیهم المؤمنون والصالحون والطالحون: (وأنا منّا الصالحون ومنّا دون ذلک).(2)

إنّهم یحشرون وینشرون : (وأمّا القاسطون فکانوا لجهنم حطب).(3)

لهم القدرة على النفوذ فی السماوات وأخذ الأخبار واستراق السمع، ولکنّهم منعوا من ذلک فیما بعد: (وأنّا کنّا نقعد منها مقاعد للسمع فمن یستمع الآن یجد له شهاباً رصد).(4)

کانوا یوجدون ارتباطاً مع بعض الناس لإغوائهم بما لدیهم من العلوم المحدودة التابعة إلى بعض الأسرار الروحیة: (وأنّه کان رجال من الإنس یعوذون برجال من الجن فزادوهم رهق).(5)

ویوجد فیهم من یتمتع بالقدرة الفائقة کما هو موجود فی أوساط الإنس: (قال عفریت من الجن أنا آتیک به قبل أن تقوم من مقامک).(6)

لهم القدرة على قضاء بعض الحوائج التی یحتاجها الإنسان (ومن الجن من یعمل بین یدیه بإذن ربّه... یعملون له ما یشاء من محاریب وتماثیل وجفان کالجواب)(7).

10ـ إنّ خلقهم کان قبل خلق الإنسان: (والجانّ خلقناه من قبل)(8) ولهم خصائص اُخرى.

بالإضافة إلى ذلک فإنّه یستفاد من الآیات القرآنیة أنّ الإنسان هو نوع أفضل من الجن، وبخلاف ما هو مشهور على الألسن من أنّهم أفضل منّا، فکَون اختیار الأنبیاء من الإنس، وإنّهم آمنوا بنبی الإسلام الذی هو من الإنس واتبعوه، وهکذا وجوب سجود الشیطان لآدم(علیه السلام) کما صرّح القرآن بذلک ،وکون الشیطان من أکابر طائفة الجن (الکهف 50) هو دلیل على أفضلیة بنی الإنسان على الجنّ.

إلى هنا کان الحدیث عن اُمور تستفاد من القرآن المجید حول هذا الخلق المستور والخالیة من کل الخرافات والمسائل غیر العلمیة، ولکنّنا نعلم أنّ السذج والجهلاء ابتدعوا خرافات کثیرة فیما یخص هذا الکائن بما یتنافی مع العقل والمنطق، منها ما نسب إلیهم الأشکال الغریبة والعجیبة والمرعبة، وأنّهم موجودات سامة وذوات أذناب! مؤذیة، ومبغضة، سیئة التصرف والسلوک إذ یمکن أن تحرق دوراً بمجرّد أن یسکب إناء ماء مغلی فی بالوعة مثلاً، وأوهام اُخرى من هذا القبیل، فی حین أنّ أصل الموضوع إذا تمّ تطهیره من هذه الخرافات یکون قابلاً للقبول، لأننا لا نملک دلیلاً على حصر الموجودات الحیة بما نحن نراه، بل یقول علماء العلوم الطبیعیة: إنّ الکائنات التی یستطیع الإنسان أن یدرکها بحواسه ضئیلة بالنسبة للموجودات التی لا تدرک بالحواس.

وفی الفترة الأخیرة وقبل أن یکشف المجهر هذه الکائنات الحیة، لم یصدق أحد أنّ هناک الآلاف المؤلفة من الموجودات الحیة المتواجدة فی قطرة الماء أو الدم لا یمکن للإنسان أن یراها ویقول أیضاً: إنّ أعیننا ترى ألواناً محددة، وکذا آذانناً تسمع أمواجاً صوتیة محددة، والألوان والأصوات التی لا ندرکها بآذاننا وأعیننا أکثر بکثیر من تلک التی تدرک، وعندما تکون الدنیا بهذا الشکل لا یبقى موضع للتعجب من وجود هذه الکائنات الحیة، والتی لا یمکن لنا إدراکها بالحواس، ولم لا نتقبل ذلک عندما یخبرنا انسان صادق کالنّبی العظیم(صلى الله علیه وآله).

على أی حال فإنّ القرآن المجید قد أخبرنا من جهة بوجود الجن وخصوصیاته المذکورة سلفاً، ومن جهة اُخرى لیس هناک دلیل عقلی على عدم وجود الجن، ولهذا لابدّ من الاعتقاد بهم، وتجنب الأقوال التی لا تلیق بهم کما فی خرافات العوام.

وممّا یلاحظ أیضاً أنّ لفظ الجن یطلق أحیاناً على مفهوم أوسع یشمل أنواعاً من الکائنات المستورة أعم من الکائنات ذوات العقل والإدراک والفاقدة لهما، وحتى مجامیع الحیوانات التی ترى بالعین والمختفیة فی الأوکار أیضاً، والدلیل على ذلک روایات وردت عن النّبی(صلى الله علیه وآله) حیث قال: «خلق اللّه الجن خمسة أصناف: صنف کالریح فی الهواء، وصنف حیات، وصنف عقارب، وصنف حشرات الأرض، وصنف کبنی آدم علیهم الحساب والعقاب»(9).

وبالتوجه إلى هذه الرّوایات ومفهومها فسوف تحلّ الکثیر من المشاکل التی تطرح فی الرّوایات والقصص الخاصّة بالجن.

ففی روایة وردت عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) حیث قال: «لا تشرب الماء من ثلمة الإناء ولا عروته، فإنّ الشیطان یقعد على العروة والثلمة».(10) لأنّ الشیطان هو من الجن، ولأنّ ثلمة الإناء وعروته محل لاجتماع المکروبات المتنوعة، فلا یستبعد أن یکون الجن والشیطان بمفهومه العام شاملاً لمثل هذه الکائنات، وإن کان المعنى الخاص له هو الکائن ذو فهم وشعور وإنّه مکلّف ومسؤول، والرّوایات کثیرة فی هذا الباب.

ربّنا! ألطف بنا یوم یحضر الجن والإنس فی محکمة عدلک، ویوم یندم المسیؤون على ما عملوا.

اللّهم! إنّ أرکان ملکک واسعة ومعرفتنا ومعلوماتنا محدودة، فاحفظنا وصنّا من المزالق والخطایا والحکم بغیر الحقّ.

إلهنا! إنّ مقام رسولک الکریم من العظمة والسمو أن آمن به الجن مضافاً إلى الإنس، فاجعلنا من المؤمنین بدعوته...

آمین یاربّ العالمین

نهایة سورة الجن


1. الرحمن، 15.
2. الجن، 11.
3. الجن، 15.
4. الجن، 9.
5. الجن، 6.
6. النمل، 39.
7. سبأ، 12 ـ 13.
8. الحجر، 27.
9. سفینة البحار، ج1، ص186 (مادة الجن).
10. أصول الکافی، ج 6، ص 385، کتاب الأشربة، باب الأوانی، ح 5.
2ـ الطریق الآخر لإثبات علم الغیب للأئمّة(علیهم السلام)محتوى السورة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma