بالرغم من أنّ بعض المفسّرین شکّک فی کون السورة بأجمعها نزلت فی مکّة، إلاّ أنّ نسق السورة ومحتوى آیاتها ینسجم تماماً مع السور المکیّة، لأنّ المحور الأساسی فیها یدور حول مسألة نبوّة رسول الإسلام(صلى الله علیه وآله) ومواجهة الأعداء الذین کانوا ینعتونه بالجنون وغیره، والتأکید على الصبر والاستقامة وتحدّی الصعاب، وإنذار وتهدید المخالفین لهذه الدعوة المبارکة بالعذاب الألیم.
وبشکل عامّ یمکن تلخیص مباحث هذه السورة بسبعة أقسام:
1ـ فی البدایة تستعرض السورة بعض الصفات الخاصّة لرسول الإنسانیة محمّد(صلى الله علیه وآله)وخصوصاً أخلاقه البارّة السامیة الرفیعة، ولتأکید هذا الأمر یقسِمُ الباریء عزّوجلّ فی هذا الصدد.
2ـ ثمّ تتعرّض بعض الآیات الواردة فی هذه السورة إلى قسم من الصفات السیّئة والأخلاق الذمیمة لأعدائه.
3ـ کما یبیّن قسم آخر من الآیات الشریفة قصّة (أصحاب الجنّة) والتی هی بمثابة توجیه إنذار وتهدید للسالکین طریق العناد من المشرکین.
4ـ وفی قسم آخر من السورة ذکرت عدّة اُمور حول القیامة والعذاب الألیم للکفّار فی ذلک الیوم.
5ـ کما جاء فی آیات اُخرى جملة إنذارات وتهدیدات للمشرکین.
6ـ ونلاحظ فی آیات اُخرى من السورة الأمر الإلهی للرسول العظیم محمّد(صلى الله علیه وآله) بأن یواجه الأعداء بصبر واستقامة وقوّة وصلابة.
7ـ وأخیراً تختتم السورة موضوعاتها بحدیث حول عظمة القرآن الکریم، وطبیعة المؤامرات التی کان یحوکها الأعداء ضدّ الرّسول محمّد (صلى الله علیه وآله).
إنتخاب (القلم) اسماً لهذه السورة المبارکة، کان بلحاظ ما ورد فی أوّل آیة منها، وذکر البعض الآخر أنّ اسمها (ن).
ویستفاد من بعض الروایات التی وردت فی فضیلة هذه السورة أنّ اسمها «ن والقلم».