لا ینبغی الکلام فی عمومها لمن فقد شیئاً من أجزائها و شرائطها و التفت بعد تمام الصلاة، و لکن قد یتوهّم بالنسبة لما إذا فقد شیئاً منها فی بعض صلاته، کمن صلّى رکعة بلا ستر شرعی، ثم التفت و استتر، أو صلّى فی النجاسة رکعة، ثم التفت و ألقى الثوب النجس عن عاتقه مع وجود غیره الطاهر; أنَّ لفظ «الإعادة» ظاهرٌ فی الاتیان بالصلاة بتمامها بعد الانتهاء منها، و أنَّ من قطع صلاته ثم بنى علیها لا یصدق فی حقّه الإعادة. و قد یکون هذا مانعاً عن الأخذ بالعموم.
و لکنّه توهم فاسد; لإطلاق لفظ الإعادة على القطع فی الأثناء و البناء على العمل، عدم اختصاصه بما بعده. و قد عبّر عنه بالإعادة فی کثیر من الموارد من دون أی حزازة، مثل قوله(علیه السلام)فی حدیث زرارة الوراد فی أبواب الاستصحاب: (قلت: إن رأیته فی ثوبی و أنا فی الصلاة؟ قال: تنقض الصلاة و تعید...).(1)
و إن أبیت عن عدم شمول الحدیث له، فلا شک فی شموله بالأولویّة القطعیة; فإذا صحّت الصلاة مع ترک الستر نسیاناً فی مجموعها، فکیف لا تصحّ إذا ترکه فی رکعة منها مثلا؟