لکن مع الأسف!

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
القواعد الفقهیّة الجزء الاولی
بعض مشاکلنا العلمیةالقواعد الفقهیة بین الفقه و الأصول

لم یخل هذا النجاح العلمی العظیم عن نواقص لایستهان بها، نشأت عن إفراط فی بعض الجوانب و تفریط فی جوانب أُخر، حیث أنّا نرى الیوم مسائل کثیرة، لاتترتب علیها آیة فائدة یعبأ بها، قد أختلطت بالمسائل النافعة، لاسیّما فی أصول الفقه، بل حتى فی الفقه نفسه.

و من العجب أنَّ هذه المسائل تزداد کل یوم، تحت عنوان بسط العلم و تحقیق الحقیقة; بما یُنذر عن مستقبل مظلم!

فنرى فی «اصول الفقه» الّذی هو من أهم أرکان الإجتهاد و استنباط الاحکام الفرعیة عن مدارکها; مباحث لا طائل تحتها اصلاً أو قلیلة الفائدة جداً، لا تلیق بتلک الأبحاث الطویلة، کالبحث الطویل عن المعانی الحرفیة، و بعض أبحاث المشتق، و بعض أبحاث مقدمة الواجب، و کثیر من مباحث الإنسداد، و البحث عما یرد على التعاریف من النقوض، مع إعترافهم بأنّها تعاریف بنحو شرح الإسم لاحدود حقیقیة.

و فی الفقه أیضاً نرى انّهم یبحثون فی فروع نادرة جداً، لو لم یکن الإبتلاءِ بها محالا عادة، ککثیر من فروع العلم الإجمالی الّتی تذکر فی الفقه تارة و فی الأصول أخرى، و کالبحث المشهور عن وجوب القسمة على النّبی(صلى الله علیه وآله)بین أزواجه و عن وظائف الإمام عند ظهوره; و حکم دمه و غیره، و کالبحث عن أنّ من خُلِقَ بالغاً دفعةً، هل یحتاج إلى الوضوء لصلواته أم لا؟ إلى غیر ذلک مما یطّلع علیه الخبیر فی کثیر من أبواب الفقه.

و من جانب آخر نراهم یعتنون بشأن الأقوال الشاذة، مهما کانت، و یتعبون أنفسهم بإیراد الإشکالات الکثیرة على کل واحد منها و لو کانت ظاهرة البطلان من غیر حاجة إلى إبطال، و بتوضیح موارد النظر فی ذیل کلام المخالف و صدره، و معناه و لفظه، و أصله و فرعه، و لو کان أجنبیاً عن تحقیق حکم المسألة.

و نراهم ایضاً یبحثون فی بعض مسائل أصول الفقه ـ أی ما یسمى أصولاً و لعلّها لیست بأصول! ـ شهراً أو شهوراً عدیدة ثمّ یلتمسون ثمرة لها، من هنا و هناک، و قد لایرى لها عین و لا أثر، و لمّا یعییهم الفحص یسکنون إلى النذر و أشباهه و یرضون أنفسهم بظهور ثمرتها فی النذور; و یقولون: لعلّ ناذراً ینذر شیئاً یرتبط بتلک المسألة، غافلین عن أنّ هذا النّاذر المسکین یمکن أن یرتبط نذره بمسألة من مسائل أیّ علم من العلوم، فهل یرضى اللبیب بطرح جمیع تلک العلوم فی الأصول معتذراً بمثل هذا العذر؟

و أسوأ من ذلک کله ما نراه من تغییر مجاری البحث فی هذه العلوم و خلطها بغیرها، فیستدلّ للمسائل الفقهیة أو الاصولیّة بإستدلالات لایلیق إیرادها إلاّ فی المباحث الفلسفیة، مع أنّه من الواضح أنَّ طور البحث یختلف من علم لآخر، فالفلسفة تدور على التدقیق و التعمّق فی الحقائق الکونیة الخارجیة و تدور استدلالاتها علیها; و أمّا الفقه و أصوله فإنّهما یدوران على أمور إعتباریة تشریعیة و أمور عرفیة و ضوابط جرت علیها سیرة العقلاء فیما بینهم; و کلّ من هذین یلیق بطور من البحث لایلیق به الآخر، و لا شک أن تحریف کل منها عن موضعه لایوجب إلاّ بعداً و ضلالاً عن الحقیقة.

فصارت هذه الأمور و أمثالها تُفنی مدّة طویلة من أحسن أیّام شباب طلاّب العلم و شیئاً کثیراً من نشاطهم العلمی و قواهم الفکریة، و تمنعهم عمّا هو أهم وأنفع. فأصبحت هذه المشکلة بلاءاً للعلم و أهله، و لهذا ـ و لغیره ـ صارت أبحاثنا الفقهیة الیوم تدور غالباً حول أبواب العبادات و شی طفیف من المعاملات، و بقیت سائر المباحث القیّمة متروکة مهجورة إلاّ عند الأوحدی من العلماء الأعلام.

نسأل اللّه تعالى و نبتهل إلیه سبحانه أن یبعث أقواماً ذوی عزائم راسخة یقومون بأعباء هذا الأمر، و یهذّبون علوم الدین و ینفون عنها هذه الزوائد، و یهدون طلاب العلم إلى سواء السّبیل، و لست أنسى أن بعض الأساتذة الکرام یرى أنَّ التعرّض لمثل هذه المسائل لایخلو عن شبهات شرعیة. و لعلّ ذلک بملاحظة ما نرى من إنّ الإسلام الیوم فی أشدّ الحاجة إلى العلماء الذابین عن حوزته بعلومهم النافعة، فصرف الوقت فی غیرها یمنع عن هذه المهمة.

و من العجب أنّ کثیراً من الباحثین مع علمهم بجمیع هذه الأمور و قولهم فی المجالس «کیت و کیت» إذا اشتغلوا بالبحث لایملکون أنفسهم عن متابعة الباقین.

فلعلّهم یحسبون عدم التّعدّی عن طورهم فی سرد جمیع هذه المباحث إقتداءاً محموداً بالسلف الصالح (رضوان اللّه علیهم)، فکأنّهم نسوا طریقتهم فی عدم الخضوع قبال أیة مسألة من المسائل العلمیّة المنقولة عنهم إلاّ بالدلیل القطعی، لاینظرون إلى القائل و لایرون فی هذا أیة منافاة للأسوة الحسنة بهم و اقتفاء آثارهم (قدّس اللّه أسرارهم)، فإذا کانوا یطالبونهم الدلیل القاطع على آرائهم فی تلک المسائل فکیف لایطالبونهم الدلیل على جعلها فی عداد مسائل العلوم و فی کیفیة البحث عنها؟!

أو لعلّهم یعتقدون بوجود «فوائد علمیّة» فی هذه المباحث، و إن خلت عن «نتائج علمیة»، لکنّهم نسوا أن فائدة هذه العلوم لاتظهر إلاّ فی العمل، فما لا فائدة عملیّة فیه لایستحقّ البحث، فإنَّ هذه العلوم لیست من العلوم الَّتی تُطلب لذاتها کالعلوم الباحثة عن توحید اللّه تعالى و صفاته و أسمائه.

أو لعلّهم یزعمون أنَّ مخالفة علمائنا الأکابر (رضوان اللّه علیهم) فی هذه الأمور تمسّ کرامتهم و تضرّ بشأنهم! ولکن الحقّ أنَّ الجمود على ما أفادوه و ترک السعی فی تهذیبه و تنقیحه و تکمیله أمسُّ بکرامتهم و أضرُّ بشأنهم، لأنّه إضاعة لما راموه من أهداف العلم و تقدّمه نحو الکمال، جزاهم اللّه عن الدین و أهله خیر الجزاء.

ربّنا اغفرلنا و لإخواننا الّذین سبقونا بالإیمان و لاتجعل فی صدورنا غِلاًّ للّذین آمنوا ربّنا إنّک رؤوف رحیم.

بعض مشاکلنا العلمیةالقواعد الفقهیة بین الفقه و الأصول
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma