المقام الأوّل: فی معنى الضرر و الضرار

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
القواعد الفقهیّة الجزء الاولی
و جمیع ما ذکره (قدس سره) قابل للمناقشةالمقام الثّانى: فی معنى الحدیث و مفاده

و قد اختلفت عبارات اللغویین فی معناهما، فأمّا الضرر:

فعن «الصحاح» أنّه: خلاف النّفع.

و عن «القاموس» أنّه: ضد النّفع، و أنّه: سوء الحال.

و عن «النهایة» و «مجمع البحرین» انّه: نقص فی الحقّ.

و عن «المصباح» أنّه: فعل المکروه بأحد و النقص فی الأعیان.

و ذکر الراغب فی «مفرداته» أنّه: سوء الحال، إمّا فی النّفس، لقلّة العلم و الفضل; و إمّا فی البدن، لعدم جارحة و نقص; و إمّا فی الحال من قلّة مال و جا.(1)

و الظاهر أنّ الاختلاف بین هذه التعبیرات من جهة وضوح معنى الکلمة لا لاختلاف فی معناها. بل الرّجوع إلى أقوال أهل اللغة ـ لو قلنا بحجیة قول اللغوی ـ فی أمثال هذه المقامات الّتی یکون المعنى ظاهراً عند أهل العرف و یعرفه کلّ من
أنس بهم و لو من غیر أهل لسانهم، مشکلٌ; لأنّ الرّجوع إلیهم من باب رجوع الجاهل إلى العالم و أهل الخبرة، و هنا لیس کذلک، لأنّ کلّ من یزاول هذه اللغة کمزاولتنا یکون من أهل الخبرة بالنسبة إلى أمثال هذه اللغات الدارجة، بحیث یحصل له من تتّبع موارد استعمالاتها الکثیرة نوع ارتکاز بالنسبة إلى معناها اللغوی، یمکنه الرّجوع إلیه عند الشکّ فی بعض مصادیقه. مضافاً إلى أنّه لیس من دأب اللغویین التّعرّض لخصوصیات معنى هذه اللغات اتکالاً على وضوحها; فاللازم علینا الرّجوع إلى ما ارتکز فی أذهاننا و أذهان أهل العرف من معناها.

و الذی نجده من ارتکازنا الحاصل من تتّبع موارد استعمالات هذه الکلمة أنّ معناها هو « فقد کل ما نجده و ننتفع به من مواهب الحیاة، من نفس أو مال أو عرض أو غیر ذلک». و ما قد یقال من عدم صدقه فی موارد احتماع الأسباب و حصول المقتضی لبعض تلک المنافع إذا منع منه مانع. کما أنّ الظاهر أنّه مقابل للنفع، کما یشهد به کثیر من ایات الذکر الحکیم مثل قوله تعالی:(وَ یَتَعَلَّمُونَ ما یَضُرُّهُمْ وَ لا یَنْفَعُهُمْ )(2) و قوله:(یَدْعُوا مِنْ دُونِ اللّهِ ما لا یَضُرُّهُ وَ ما لا یَنْفَعُهُ)(3)و قوله:(یَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ)(4) وقوله:(وَ لایَمْلِکُونَ لاَِنْفُسِهِمْ ضَرّاً وَ لا نَفْعاً )(5) إلی غیر ذلک فی ایات.

 

فالأمر فیه سهلٌ بعد إمکان الرّجوع إلى ما ارتکز فی الذّهن من تتبع موارد استعمالاته عند الشکّ فی بعض مصادیقه; فإنّ الرّجوع إلى هذا الارتکاز یغنی عن إتعاب النّفس فی تحصیل ضابطة کلیة له.

 

و أمّا الضرار، فهو مصدر باب المفاعلة من ضارَّه یضارّه; و ذکر فی معناه أمور:

الاول ـ أنّه فعل الإثنین، و الضرر فعل الواحد.

الثانی ـ أنّه المجازاة على الضرر.

الثالث ـ أنَّه الإضرار بالغیر بما لاینتفع به، بخلاف الضرر فإنّه الإضرار بما ینتفع به.

الرّابع ـ أنَّ الضرر والضرار بمعنى واحد.

ذکر هذه المعانی الأربعة فی «النهایة» و ظاهرها أنّه ـ أی الضرار ـ مشترک لفظی بین هذه المعانی.

الخامس ـ أنَّه بمعنى الضیق. ذکره فی القاموس.

السادس ـ أنَّه الإضرار العمدی و الضرر أعمّ منه. مال إلیه المحقّق النائینی فی آخر کلامه بعد أن جعلهما بمعنى واحد فی أوّل کلامه، و لذا احتمل کونه للتأکید فی محل الکلام.

و التحقیق أنّ المعنى الأخیر أقرب من الجمیع فإنّه الّذی یظهر بالتتّبع فی موارد استعماله فی الکتاب العزیز و الروایات، قال اللّه تعالى: (وِ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِکُوهُنَّ بَمَعْرُوف أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوف وَ لاَتُمْسِکُوهُنَّ ضِرَاراً لِتَعْتَدُوا );(6) فإنّ قوله: «لتعتدوا» من أقوى الشواهد على أنّ الضرار هنا بمعنى التعمّد فی الضرر بقصد الاعتداء و قد مرّ فی روایة العشرین من الرّوایات السابقة ما یؤیّده و یؤکّده.

و قال: تعالى: (لاَتُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَ لاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِه );(7) و قد مرّ أنّ المعروف فی تفسیرها أنّه تعالى نهى عن إضرار الأم بولدها بترک إرضاعه غیظاً على أبیه و عن إضرار الأب بولده بإنتزاعه عن أمّه طلباً للإضرار بها.

و قال تعالى: (وَ مَا هُمْ بِضَآرِّینَ بِهِ مِنْ أَحَد إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ );(8) و کونه بمعنى الاضرار العمدی بالسحر واضح.

و قال: عزّ من قائل: (مِنْ بَعْدِ وَصِیَّة یوصَى بِهَا أَوْ دَیْن غَیْرَ مُضَآرٍّ );(9) و قد مرّ أنّ
المعروف فی تفسیرها النّهی عن الإضرار بالورثة بإقراره بدین لیس علیه دفعاً لهم عن میراثهم.

و قال تعالى: (وَ لاَتُضَآرُّوَهُنَّ لِتُضَیِّقُواْ عَلَیْهِنَّ );(10) نهى سبحانه عن الإضرار بالمطلّقات و التضییق علیهنّ فی النفقة و السکنى طلباً للإضرار بهنّ.

و قد مضى فی الحدیث التّاسع من الأحادیث السابقة المرویة عن هارون بن حمزة الغنوی عن أبی عبداللّه(علیه السلام)من أنّ البعیر المریض إذا برئ و طلب الشریک الرأس و الجلد فهو الضرار; و لایخفى أنّه إذا ازدادت القیمة بالبرء و مع ذلک طلب الرّأس و الجلد فلیس إلاّ لقصد الإضرار بصاحبه. بل الظّاهر أنَّ قوله فی روایة سمرة: (إنّک رجل مضار) ناظر إلى هذه المعنى; فإنّ القرائن تشهد على أنّه لم یقصد بعمله إلاّ الإضرار بالأنصاری.

فهذا المعنى إذن أقرب معانیه.

و أمّا احتمال کونه فعل الإثنین، فالظاهر أنّه بملاحظة کونه من باب المفاعلة. و لکنّه قیاس فی غیر محلّه، لعدم استعماله فی شی من الموارد الّتی أشرنا إلیها آنفاً فی هذا المعنى.

و أمّا کونه بمعنى المجازاة على الضرر، فلعلّه مأخوذ من سابقه. و هو أیضاً ضعیف لما عرفت.

و أمّا کونه بمعنى الإضرار بالغیر بما لا ینتفع به، فالظاهر أنّه من لوازم المعنى المختار فی کثیر من الموارد، فهو من قبیل ذکر الملزومات و إرادة اللازم.

و أمّا کونهما بمعنى واحد، فهو فی الجملة صحیح على ما ذکرنا، لأنّ الضرر أعمّ من العمدی و غیره، فیتصادقان فی العمدی، و یفترقان فی غیره.

و أمّا کونه بمعنی «الضیق»، کما ذکره فی القاموس، بناءاً على أنّ المراد منه الإیقاع فی الحرج و الکُلفة، فی مقابل الضرر الّذی هو إیراد نقص فی الأموال و
الأنفس ـ کما قد یفسر بذلک ـ ، فهو أیضاً ممّا لایمکن المساعدة علیه; فإنّه لایلائم موارد استعماله، فإنّ قوله تعالى: (أَوْ دَیْن غَیْرَ مُضَآرٍّ )ناظر إلى الإضرار بالورثة ضرراً مالیاً، بأن یوصی بوصیة، أو یقرّ بدین لیس علیه، منعاً لهم عن حقّهم کما عرفت فی أوائل الکتاب. إن قلت: إنّ هذا عین الإلقاء فی الضیق و الکلفة; قلنا: بأنّ جمیع موارد إیراد النقص فی الأموال و الأنفس من هذا القبیل.

و قد مرّ فی الروایة الخامسة عشرة أیضاً، أنّ الضرار فی الوصیة من الکبائر، و هو أیضاً مستعمل فی هذا المعنى أعنی إیراد النقص المالی على الغیر. و قد مرّ فی روایة هارون بن حمزة الغنوی الروایة العاشرة استعماله فی مورد الضرر المالی. و أیضاً قوله تعالى: (وَ مَا هُمْ بِضَآرِّینَ بِهِ مِنْ أَحَد )(11) یشمل الضرر فی الأموال و الأنفس بلا إشکال; فإنّه من أوضح مصادیق السحر. و قد استعمل الضرر ایضاً فی هذا المعنى بعینه فی قوله تعالى: (وَ یَتَعَلَّمُونَ مَا یَضُرُّهُمْ وَ لاَیَنْفَعُهُمْ ).(12)

و بالجملة، القرائن الکثیرة المستفادة من موارد استعمال هذه الکلمة تؤکّد کونها بمعنى التعمّد فی الضرر.

و أمّا سائر المعانی المذکورة فهی إمّا ناشئة من توهّم کونه بین الإثنین، لکونه مصدراً لباب المفاعلة; و إمّا تکون من لوازم المعنى المختار; أو غیر ذلک من الأمور الّتی لایسعنا الإعتماد علیها.

هذا تمام الکلام فی معنى کلمتی «الضرر» و «الضرار».


1. ذکره فی معنى الضرر بالضم و التشدید و هو و الضر بالفتح و الضرر بمعنى واحد کما وقع التصریح به فی بعض کلمات اللغویین.
2. سورة البقرة، الآیة 102.
3. سورة الحج، الآیة 12.
4.سورة الحج، الآیة 13.
5.سورة الفرقان، الآیة 3.
6. سورة البقرة، الآیة 231.
7. سورة البقرة، الآیة 233.
8. سورة البقرة، الآیة 102.
9. سورة النّساء، الآیة 12.
10. سورة الطلاق، الآیة 6.
11.سورة البقرة، الآیة 102.
12.سورة البقرة، الآیة 102.
و جمیع ما ذکره (قدس سره) قابل للمناقشةالمقام الثّانى: فی معنى الحدیث و مفاده
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma