التّنبیه التاسع: هل تجری القاعدة فی أفعال المکلّف نفسه؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
القواعد الفقهیّة الجزء الاولی
التنبیه الثّامن: فی مستثنیّات هذه القاعدةالتّنبیه العاشر: أصالة الصحّة فی الأقوال و الإعتقادات

ظاهر کثیر من عناوین کلمات القوم إختصاص قاعدة الصحّة بأفعال الغیر، بل ظاهر بعضها إختصاصها بأفعال المسلمین فحسب. لکن قد عرفت فی صدر البحث أنّه لافرق فی هذا بین المسلم و غیره أصلاً، بعد ما کان مدرکه بناء العقلاء علیه، و سیرتهم المستمرّة فی أمورهم، لایفرّقون فی ذلک بین أتباع المذاهب المختلفة، و لابین الملیین و غیرهم; و قد أمضاها ـ على هذا الوجه ـ الشّارع المقدّس و لم یردع عنها، و لایزال المسلمون یتعاملون مع المعاملات الصادرة عن أهل الذمّة معاملة الصّحیح، مع ما فیها من احتمال الفساد و لو على مذهبهم، و لیس هذا إلاّ لعمومیّة القاعدة، و عدم اختصاصها بالمسلمین.

نعم فی الموارد الّتی لایتمشی الفعل الصحیح من غیر المسلم، أو یعلم علماً تفصیلیّاً بإختلاف عقدیتهم مع ما علیه المسلمون من الأحکام، و لایکون بینهما جامع، لایمکن حمل فعلهم على الصحیح. و قد عرفت فی التّنبیه الأوّل جریان هذا المعنى فی حقّ المسلمین أیضاً، إذا اختلفوا فی الآراء الفقهیّة، و لم یجمعهم جامع، على ما فصّلناه هناک فراجع; فلیس هذا أیضاً مقصوراً على غیر المسلمین.

و أمّا تخصیص القاعدة بأفعال الغیر فهو ظاهر عناوینهم و کلماتهم فی مقامات مختلفة، بل و ظاهر غیر واحد من أدلّتهم ـ کالآیات و الأخبار الّتی استدلّوا بها هنا ـ ، بل وقع التّصریح به فی کلمات بعضهم کالمحقّق النّائینی (قدس سره)، حیث إنّه صرّح فی صدر کلامه فی المسألة بأنّه: «لاریب فی اختصاصها بفعل الغیر، و أمّا بالنسبة إلى فعل نفس الشّخص فالمتبع فیه هو قاعدة الفراغ، فلیس هناک أصل آخر یسمّى بأصالة الصحّة غیر تلک القاعدة» إنتهى.

و الحقّ أنّه لو قلنا بعموم قاعدة الفراغ و شمولها لجمیع الأفعال من العبادات و غیرها، من غیر فرق بین الصّلاة و الصّیام و البیع و الشّراء و النّکاح و العتق و تطهیر الثیاب و دفن الموتى إلى غیرها من الأفعال الّتی یتصوّر فیها الصحّة و الفساد، فلا یبقى مجال للنّزاع فی شمول هذه القاعدة لأفعال نفس المکلّف، للإستغناء عنها بقاعدة الفراغ; و أمّا إذا قلنا باختصاصها بالعبادات و ما یرتبط بها، فالظاهر جواز الإستناد إلى قاعدة الصحّة فی موارد الشکّ فی صحّة أفعال النّفس، من ناحیة الإخلال ببعض أجزائها و شرائطها، أو وجود بعض موانعها.

و الدلیل على جریانها فی المقام هو الدلیل على جریانها فی غیر المقام ـ من أفعال الغیر ـ، و قد عرفت أنّ عمدة الدلیل علیها هناک هی السّیرة المستمرّة بین العقلاء; فإنّا إذا تتبعنا حالهم نجدهم عاملین بها فی أفعال أنفسهم، فهل ترى أحداً من العقلاء یتوقّف عن الحکم بآثار ما صدرت منه من العقود و الإیقاعات فی الأزمنة السّالفة إذا شکّ فی صحّتها من بعض الجهات و لم یجد علیها دلیلاً؟ کلا، بل لایزالون یتعاملون مع ما صدر منهم فی الأزمنة البعیدة و القریبة معاملة الصحّة و یرتّبون آثارها علیها، و لایمسکون عن ذلک بمجرّد الشکّ، و لایمنعهم عن ذلک شیء إلاّ إذا وجدوا على الفساد دلیلاً.

و السرّ فیه أنّ العلّة الّتی دعتهم إلى هذه السّیرة هناک موجودة بعینها هنا، و کل ما کان ملاکاً لها فی أفعال الغیر موجود فی أفعال النّفس; و ذلک لما عرفت من أنّ العلّة الباعثة إلى هذا البناء لاتخلو عن أمور ثلاثة: الغلبة الخارجیّة المورثة للظنّ، و إقتضاء طبع العمل للصحّة من جهة جری الفاعل بحسب دواعیه الخارجیّة نحو الفعل الصحیح، و العسر و الحرج أو اختلال النّظام الحاصلان من ترک مراعاة هذه القاعدة. و من الواضح أنَّ هذه الأمور جاریة بالنسبة إلى أفعال النّفس کجریانها فی ناحیة أفعال الغیر، بل لعلّ جریانها هنا أسهل منه فی أفعال الغیر; فإنّ الإشکال الحاصل من جهة إختلاف الصحّة عند الفاعل مع الصحّة عند العامل هناک، غیر موجود هنا، لأنّ الحامل هنا هو الفاعل بعینه.

التنبیه الثّامن: فی مستثنیّات هذه القاعدةالتّنبیه العاشر: أصالة الصحّة فی الأقوال و الإعتقادات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma