من القواعد المهمّة الّتی اشتهرت فی ألسنة المتأخّرین اشتهاراً تامّاً حتّى صارت کالمسلّمات الدائرة بینهم هی قاعدة «التّجاوز و الفراغ»، و إن اختلفوا فی أنّها هل ترجع إلى قاعدتین: «التجاوز» و «الفراغ»، أو هی قاعدة واحدة یعبر عنها باسم تارّة و بآخر أخرى، حسب اختلاف المقامات؟ کما یأتی البحث عنه بما یستحقّه.
و هی المدرک الوحید لکثیر من الفروع الفقهیّة فی أبوابها، و لذا وضع غیر واحد من المحقّقین رسالات خاصّة لها، و مع ذلک لم یؤدَّ حقّها من البحث. و قد بذلنا غایة المجهود فی کشف الستر عن وجه هذه القاعدة و مدارکها و ما یتفرّع علیها من الفروع، و غیرها ممّا یتعلّق بها; و سنبیّن أنّها لاتختصّ بباب معیّن من أبواب الفقه.