ما دل على عدم جواز تسمیته(علیه السلام)، معللا بالخوف، و إلیک بعض ما ورد فی هذا المعنى:
1ـ ما رواه الکلینی بسنده عن علی بن محمد، عن أبی عبد اللّه الصالحی قال: (سألنی أصحابنا بعد مضی أبی محمد(علیه السلام) أن أسأل عن الاسم و المکان، فخرج الجواب: إن دللتهم على الاسم أذاعوه، و إن عرفوا المکان دلّوا علیه)(1).
قال المحدّث الشیخ الحرّ العاملی(قدس سره) بعد نقل هذا الحدیث: هذا دال على اختصاص النهی بالخوف، و ترتّب المفسدة.
2ـ ما رواه أیضاً عن عبد اللّه بن جعفر الحمیری، عن محمد بن عثمان العمری ـ فى حدیث ـ أنَّه قال له: (أنت رأیت الخلف؟ قال: إی و اللّه ـ إلى أن قال: ـ قلت: فالاسم؟ قال محرّم علیکم أن تسألوا عن ذلک، و لا أقول هذا من عندی، فلیس لی ان أحلّل و لا أُحرّم، و لکن عنه(علیه السلام) فإنَّ الأمر عند السلطان، أنَّ أبا محمّد مضى و لم یخلف ولداً ـ إلى أن قال: ـ و إذا وقع الاسم وقع الطلب، فاتّقوا اللّه و أمسکوا عن ذلک).(2):
و هذا کالصریح فی أنَّ النهی لمکان الخوف علیه(علیه السلام)، و أنّه إذا وقع الاسم طلبوه، فنهى عن التسمیة، بل أُبهمت التسمیة کی لا یطّلع علیها من لا یعلمها و حرّمت على من یعلمها.
3ـ ما رواه الصدوق فی (اکمال الدین)، عن علی بن الحسین الدقّاق و إبراهیم بن محمد قالا: (سمعنا علی بن عاصم الکوفی یقول: خرج فی توقیعات صاحب الزمان(علیه السلام): ملعون ملعون من سمّانی فی محفل من الناس)(3).
و التقیید بقوله «فی محفل من الناس» دلیل على جوازه فی غیر محافلهم ـ بناءاً على دلالة القید على المفهوم، فی هذه المقامات ـ، و أنَّ النهى إنّما هو من جهة التقیّة عنهم.
4ـ ما رواه أیضاً عن محمد بن همام، عن محمد بن عثمان العمری قال: (خرج توقیع بخط أعرفه: من سمّانی فی مجمع من الناس فعلیه لعنة اللّه)(4).
و دلالته کسابقه.
5ـ ما رواه فی (البحار) عن أبی خالد الکابلی قال: (لما مضى علی بن الحسین(علیه السلام)دخلت على محمد بن علی الباقر(علیه السلام) فقلت: جعلت فداک قد عرفت انقطاعی إلى أبیک و أنسی به و وحشتى من الناس، قال: صدقت یا أبا خالد ترید ماذا؟ قلت: جعلت فداک قد وصف لی أبوک صاحب هذا الامر بصفة لو رأیته فی بعض الطرف لأخذت بیده، قال: فترید ماذا یا أبا خالد؟ قال: أرید ان تسمیّه لی حتى أعرفه باسمه، فقال: سألتنی و اللّه یا أبا خالد عن سؤال مجهد و لقد سألتنی بأمر ما لو کنت محدّثاً به أحداً لحدّثتک، و لقد سألتنی عن أمر لو أنّ بنی فاطمة عرفوه حرصوا على ان یقطعوه بضعة بضعة).(5)
بناءاً على أنَّ قوله: (لو أنَّ بنی فاطمة...) یدل على قصد بعضهم الاضرار به، فضلاً عن غیرهم، فلذلک لم یسمّه(علیه السلام) باسمه، حتى یکون مکتوماً فلا یعرف، و لا تصل أیدی المخالفین، إلیه خوفاً من الاضرار به.
و المستفاد من جمیع ذلک أنَّ إخفاء اسمه(عج) لیس لأمرِ تعبدی خاص، بل بملاک التقیّة بما لها من الشروط لا غیر.