التنبیه الثامن: هل هناک قسم ثالث للتقیّة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
القواعد الفقهیّة الجزء الاولی
التنبیه السابع: هل التقیّة واجب نفسی أو غیری؟التنبیه التاسع: هل یحرم تسمیة المهدی(عج) باسمه الشریف؟

قد عرفت فی المباحث السابقة أنَّ التقیّة على ضربین: خوفی و تحبیبی، و الأول ما یکون الغرض منه حفظ النفوس و الأعراض و الدین، بخلاف الثانی، فإنَّ الغایة فیه جلب المودة، و جمع الکلمة، توحید صفّ المسلمین على اختلاف مذاهبهم فی مقابل أعداء الإسلام، أعداء الحق، و قد عرفت أنّ لکل مقاماً یختص به.

و قد یقال: یوجد هنا قسمٌ ثالثٌ لها، و هو ما یقابل الإشاعة و إذاعة السّر، و انّه حکم سیاسی شرّع لحفظ المذهب، و لو لم یکن هناک خوف على أحد، أو مجال لجلب المودة و توحید الکلمة.

و قد عقد له فی (الوسائل) باباً یخصّه، و أورد فیه أخباراً تدل على المقصود:

منها: ما رواه محمد الخزاز عن أبی عبد اللّه(علیه السلام) قال: (من أذاع علینا حدیثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقّنا)(1).

و منها: ما رواه ابن أبی یعفور قال: (قال أبو عبد اللّه(علیه السلام): من أذاع علینا حدیثنا سلبه اللّه الإیمان).(2)

إلى غیر ذلک ممّا ورد فی هذا الموضوع. و مفادها وجوب کتمان عقیدة الحق، أو إظهار غیرها فی الموارد التی هی من الأسرار التی یجب کتمانها عن غیر أهلها، لما فی إذاعتها عند غیر أهلها من الضرر.

فهذا نوع من التقیة، و ینطبق علیه تعریفها، و مع ذلک لیس داخلا فی القسمین السابقین.

و لکنّ الإنصاف أنّه ممّا لا یمکن المساعدة علیه، بل هو فی الحقیقة راجعٌ الى القسم الاول، و هو التقیّة فی موارد الخوف; فإنَّ اِطلاق السرّ لیس إلاّ فی الموارد التی یکون فی إظهار الحق أو بعض العقائد الدینیة ضررّ و خوفُ على النفس أو العرض أو الدین نفسه، وما لا یکون فیه ضررٌلا یکون سراً، و لا یدخل تحت عنوان کتمان السر و إذاعته. و على هذا یؤول هذا القسم الى القسم الخوفی.

و یشهد لما ذکر غیر واحد من روایات ذاک الباب بعینه، و إلیک جملة منها:

ما رواه یونس بن یعقوب عن بعض أصحابه، عن أبی عبداللّه(علیه السلام): (ما قتلنا من أذاع حدیثنا قتل خطأ، و لکن قتلنا قتل عمد)(3).

و فیه دلالة على أنَّ إذاعة الحدیث فی موارد کتمانه یترتب علیها الأضرار العظیمة التی ربما تبلغ القتل، و حیث إنَّ فاعلها عالم بهذا الأثر فهو فی الواقع قاتل عمد، و هل هو إلاّ مصداق لترک التقیّة الخوفی، و قد عرفت أنَّ الخوف کما أنَّه قد یکون على النفس یمکن أن یکون على الغیر؟

ما رواه محمد بن مسلم قال: (سمعت أباجعفر(علیه السلام) یقول: یحشر العبد یوم القیامة و ما ندا دم(4)، فیدفع إلیه شبه المحجمة، أو فوق ذلک، فیقال له: هذا سهمک من دم فلان، فیقول: یا ربّ إنّک تعلم أنّک قبضتنی و ما سفکت دماً، فیقول: بلى، و لکنّک سمعت من فلان روایة کذا و کذا فرویتها علیه، فنقلت حتى صارت إلى فلان الجبّار فقتله علیها، و هذا سهمک من دمه)(5).

فهل هذا إلاّ ترک التقیّة الموجب لإلقاء الغیر فی التهلکة؟

3ـ ما رواه إسحاق بن عمار، عن أبی عبد اللّه(علیه السلام) و تلا هذه الآیة: (ذَلِکَ بأَنَّهُمْ کَانُوا یکْفُرْونَ بآیاتِ اللّهِ وَ یُقْتُلْونَ النَّبِیِیَن بِغَیْرِ الحَقِّ ذلِکَ بِمَا عَصَوا وَ کَانُوا یَعْتَدُونَ )قال: و اللّه ما قتلوهم بأیدیهم، و لا ضربوهم بأسیافهم، و لکنّهم سمعوا أحادیثهم فأذاعوها، فأُخِذُوا علیها، فقَتِلوا فصار قتلاً و اعتداءً و معصیة)(16.

إلى غیر ذلک ممّا ورد فی هذا المعنى. و جمیعها تدل على أنَّ إذاعة السرّ إنّما هی فی العقائد التی لو أُظهِرَت أورثت ضرراً على صاحبها، فنقلُ ما یشتمل علیها على صاحبها مناف للتقیة التی أمر بها عند الخوف على النفس أو على الغیر، فلیس هذا قسماً ثالثاً غیر القسمین السابقین، و الامر واضح.


1. الوسائل، ج 11، من أبواب الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر، الباب 34، ح 12.
2. المصدر السابق، ح 13.
3. الوسائل، ج 11، من أبواب الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر، الباب 34، ح 13.
4. ما ندا دماً، الظاهر انه بمعنى: ما أصاب دماً.
5. الوسائل، من أبواب الأمر بالمعروف، الباب 34، ح 15.
التنبیه السابع: هل التقیّة واجب نفسی أو غیری؟التنبیه التاسع: هل یحرم تسمیة المهدی(عج) باسمه الشریف؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma