المراد من العسر و الحرج و الإصر

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
القواعد الفقهیّة الجزء الاولی
ما یدلّ علیها من السّنةتنبیه

أمّا الحرج: فالّذی یظهر من تتبّع کلمات أئمّة اللّغة و موارد استعمالاته و غیر واحد من الرّوایات السّابقة المفسّرة له أنّه فی الأصل بمعنى «الضّیق».

قال فی (القاموس): مکان حرج أی ضیّق. و فسّره بالإثم أیضاً.

و قال فی (النّهایة): الحرج فی الأصل الضیق، و یقع على الإثم و الحرام و قیل: الحرج أضیق الضیق.

و قال فی (المجمع): (مَا جَعَلَ عَلَیْکُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَج ) أی من ضیق ـ إلى أن قال: ـ و فی کلام الشّیخ علی بن إبراهیم: الحرج: الّذی لامدخل له، و الضیق: ما یکون له مدخل، و الحرج: الإثم.

و فی روایة زرارة عن أبی جعفر(علیه السلام) ـ و هی الرّوایة السادسة ممّا ذکرنا ـ ، و روایة (قرب الأسناد) عن الصّادق(علیه السلام) ـ و هی الرّوایة السابعة ممّا ذکرنا ـ تفسیر الحرج صریحاً بالضّیق; و قوله(علیه السلام) فی روایة أبی بصیر ـ و هی الرّوایة الأولى ممّا ذکرنا ـ : (إنّ الدّین لیس بمضیّق، فإنّ اللّه یقول: (مَا جَعَلَ عَلَیْکُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَج )) ظاهر فی هذا المعنى أیضاً; فالمستفاد من هذه الرّوایات الثلاث تفسیر الحرج بالضّیق.

و قد استعمل «الحرج» فی الکتاب العزیز فی معان ثلاثة:

الأوّل: «الضّیق»، قال اللّه تعالى: (فَمَنْ یُرِدِ اللّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحَ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَ مَنْ یُرِدْ أَنْ یُضِلَّهُ یَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَیّقاً حَرَجاً ).(1)

و قال تعالى: (کِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَیْکَ فَلاَ یَکُنْ فِی صَدْرِکَ حَرَجٌ مِنْهُ ).(2)

و قال تعالى: (ثُمَّ لاَیَجِدُواْ فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً ).(3)

فإنّ ظاهر سیاق هذه الآیات یشهد بأنّ المراد من الحرج فیها هو الضّیق.

الثّانی: «الإثم»، کقوله تعالى: (لَیْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَ لاَ عَلَى المَرْضَى وَ لاَ عَلَى الَّذِینَ لاَیَجِدُونَ مَا یُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَ رَسُولِهِ ).(4)

و قوله تعالى: (لَیْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَ لاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَ لاَ عَلَى المَرِیضِ حَرَجٌ ).(5)

و قوله تعالى: (مَا کَانَ عَلَى النَّبِیّ مِنْ حَرَج فِیـماَ فَرَضَ اللَّهُ لَهُ ).(6)

فإنّ الحرج فی هذه الموارد استعمل بمعنى الإثم.

الثّالث: «الکلفة»، کقوله تعالى: (وَ مَا جَعَلَ عَلَیْکُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَج ).(7)

 

و قوله تعالى: (مَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیَجْعَلَ عَلَیْکُمْ مِنْ حَرَج وَلَکِنْ یُرِیدُ لِیُطَهِّرَکُمْ ).(8)

ولکن الإنصاف أنّ جمیع هذه المعانی راجعة إلى معناه الأصلی، و هو «الضّیق»، و أمّا الإثم و الکلفة، و کذا کثرة الشّجر ـ کما فی قول القاموس: «مکان حرج أی الکثیر الشّجر» ـ فهی من مصادیق الضّیق; فإنّ الإثم یوجب ضیقاً على صاحبه فى الآخرة، بل و فی الدّنیا، فقوله تعالى: (لِیْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ.... ) کأنّه بمعنى قولنا: لیس على هذه الطوائف ضیق و محدودیّة فی الدّنیا من جهة بعض أفعالهم، فهم مرخّصون فیها، بل و لا ضیق فی الآخرة من جهة العذاب و غیره. و هکذا کثرة الشّجر توجب ضیقاً فی المکان.

و ما ذکرنا هو الّذی یساعد علیه النّظر الدقیق بعد ملاحظة موارد الإستعمالات هذه الکلمة.

ولکن الّذی یظهر ممّا حکاه إبن الأثیر فی کلامه بقوله: و قیل: «إنّه أضیق الضّیق»، و کذا ما حکاه فی (المجمع) عن علی بن إبراهیم من أنّ «الحرج ما لامدخل له، و الضّیق ما له مدخل»، أنّ الحرج لیس مطلق الضّیق، بل هو ضیق خاصّ عبر عنه فی (النّهایة) بأضیق الضیق، یعنی به الضّیق الشدید، و فی کلام علی بن إبراهیم بما لا مدخل له، و کأنّ مراده أیضاً هو الضّیق الّذی بلغ حداً لا مخلص منه و لا مندوحة له.

و التّحقیق، عدم اعتبار شیء من الخصوصیتین فیه، لخلّو کلمات أئمّة اللّغة منها، حتّى أنّ إبن الأثیر نفسه أسنده إلى قیل مشعراً بضعفه، و الأحادیث المرویّة عن أئمّة أهل البیت(علیهم السلام) المفسّرة له أیضاً خالیة عن القیدین، مضافاً إلى عدم انطباقه بهذا المعنى على موارد کثیر من الرّوایات السّابقة، حیث استدلّ فیها بقوله تعالى: (وَ مَا جَعَلَ عَلَیْکُمْ فِی الدِّینِ مِنْ حَرَج ) لاِمور لاتکون من أضیق الضّیق، و لا ممّا لا مدخل له، فراجع و تأمّل. و أمّا ما حکاه فی (المجمع) عن علی بن إبراهیم فلا حجّة فیه.

و أمّا العسر: ففی (النّهایة) أنّه ضدّ الیسر، و هو الضّیق و الشدّة و الصعوبة.

و فی (القاموس): العسر بالضمّ و بضمّتین و بالتّحریک ضد الیسر، و تعسّر على الأمر و تعاسر و استعسر: إشتدّ و التوى، و یومٌ عسر و عسیر و أعسر: شدید أو شؤم.

و قریب منه ما ذکره غیرهما.

و أمّا الإصر: ففی (القاموس) الإصر بالکسر العهد و الذّنب و الثّقل.

و عن (النّهایة): الإصر الإثم و العقوبة، و أصله من الضیق و الحبس، یقال: أصره یأصره إذا حبسه و ضیّقه.

و عن (الصحاح) أصره حبسه، و أصرت الشیء أصراً کسرته، و الإصر العهد و الإصر الذنب و الثّقل. و یقرب منه غیره.

و فی (المفردات) للراغب الأصفهانى: الإصر عَقْدُ الشّیء وَ حَبْسُه بِقَهْرِه،... و المأْصِرْ مَحْبَسُ السّفینة، قال تعالى: (وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ ) أیّ الأمور الّتی تثبطهم و تقیّدهم عن الخیرات و عن الوصول إلى الثّوابات، و على ذلک (وَ لاَتَحْمِلْ عَلَیْنَا إِصراً ) و قیل: ثِقلاً، و تحقیقه ما ذکرت; و الإصر العهد المؤکّد الّذی یُنَبِّطُ ناقِضَه عن الثّواب و الخیرات; قال تعالى: (أَأَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِکُمْ إِصْرِى )، الإصار: الُطُنب و الأوتاد الّتی بها یُعْمَدُ البیت.(9) إنتهى ملخّصاً.

و فی (مجمع البحرین): أصل الإصر الضّیق و الحبس، یقال: أصره یأصره إذا ضیّق علیه و حبسه، و یقال للثّقل إصراً لأنّه یأصر صاحبه من الحرکة لثقله، و قوله تعالى (یَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ )هو مَثَلٌ لِثْقل تکلیفهم.

و المتحصّل من جمیع ذلک أنّ الإصر فی الأصل هو الحبس و الضّیق، و إنّما یستعمل بمعنى العهد و الإثم و العقوبة لمناسبات فیها مع هذا المعنى، و تفسیره فی بعض الأخبار السّابقة ـ الحدیث (11) ممّا ذکرنا ـ بالشدائد أیضاً مأخوذ من هذا المعنى. إذن فالإصر و الحرج بمعنى واحد، أو أنّهما متقار بالمعنى.


1. سورة الأنعام، الآیة 125.
2. سورة الأعراف، الآیة 2.
3. سورة النّساء، الآیة 65.
4. سورة التّوبة ، الآیة 91.
5. سورة النّور ، الآیة 61.
6. سورة الأحزاب ، الآیة 38.
7. سورة الحج ، الآیة 78.
8. سورة المائده ، الآیة 6.
9. المفردات فی غریب القرآن، ص 18.
ما یدلّ علیها من السّنةتنبیه
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma