هل القرعة من الأمارات أو الأصول العملیّة؟

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
القواعد الفقهیّة الجزء الاولی
المقام الثّالث: فی شرائط جریانهاهل تختصّ القرعة بالإمام أو نائبه؟

ظاهر کثیر من روایاتها أنّها من الأمارات، بل یظهر من بعضها أنّها أمارة قطعیّة فی مواردها لاتخطىء عن الواقع المجهول أبداً، مثل ما روی عنه(صلى الله علیه وآله): (لیس من قوم تقارعوا ثمّ فوضوا أمرهم إلى اللّه إلاّ خرج سهم المحقّ)(1).

و ما روی فی مناظرة الطیّار و زرارة، الدّال على أنّ القرعة على طبق رأى زرارة ـ فقیه أهل البیت(علیه السلام) ـ کانت کاشفة عن الواقع کشفاً دائماً لایقع التّخلّف فیه، و لذا لو احتمل کذب المتداعیین جمیعاً لابدّ من إلقاء سهم لهذا و سهم لذاک و سهم مبیح(2)

و الظّاهر أنَّ تفویض الأمر إلى اللّه و الدّعاء عندها أیضاً لایکون إلاّ لکشف الواقع المجهول.

و یؤیّده ما ورد فی قضیّة شیخ البطحاء عبدالمطلّب و قرعته لکشف مرضاة ربّه بالفداء عن عبداللّه(3).

و ما ورد فی تفسیر العیّاشی، فی حدیث یونس من قوله: «فجرت السنّة أنّ السّهام إذا کانت ثلاث مرّات لاتخطىء»(4)

 

و ما روی عن أمیرالمؤمنین(علیه السلام): ما من قوم فوّضوا أمرهم إلى اللّه عزّوجلّ، و ألقوا سهامهم إلاّ خرج السهم الأصوب)(5)

هذا ولکن یظهر من بعض أخبارها أنّ حجّیتها لیست بملاک کشفها عن الواقع المجهول، بل بملاک أنّها أقرب إلى العدالة، و أبعد من العمل بالمیول و الأهواء فی موارد جریانها، مثل ما ورد فی روایة ابن مسکان عن الصّادق(علیه السلام): (و أیّ قضیّة أعدل من قضیّة یجال علیها بالسّهام، یقول اللّه: (فَسَاهَمَ فَکَانَ مِن المُدحَضِینَ )(6).

و یؤیّد هذا استشهاده بقضیّة یونس، بناءاً على کفایة إلقاء واحد غیر معیّن منهم عند الحوت لدفع شرّه; فتأمّل.

و یؤیّده أیضاً ما ورد فی غیر واحد من أخبارها من قوله: (کل ما حکم اللّه فلیس بمخطىء) فی مقام الجواب عن قول السّائل: (إنّ القرعة تخطىء و تصیب)، بناءاً على أنّ المراد منه عدم الخطأ فی الحکم بحجّیة القرعة، و أنّه إذا حکم اللّه سبحانه بشیء ففیه مصلحة لامحالة، فخطأ القرعة عن الواقع أحیاناً لایمنع عن صحّة هذا الحکم و إشتماله على المصلحة، و أمّا لو قلنا: إنّ المراد منه عدم خطأ القرعة عن الواقع المجهول، کان دلیلاً آخر على کونها أمارة قطعیة.

هذا و یمکن أن یقال لامنافاة بین الملاکین، و لامانع من کون حجّیتها بکلیّهما: ملاک الإصابة و ملاک العدالة. و أمّا حمل الأوّل على ما له واقع ثابت مجهول، و الّثانی على ما لیس کذلک، فیدفعه الاستشهاد بملاک العدالة فی ذیل مسألة الخنثى المشکل و کیفیّة میراثه.(7) بناءاً على عدم خروج الخنثى عن الجنسین فی الواقع کما هو المشهور.

و الإنصاف، أنّه لایمکن رفع الید عن تلک الرّوایات الکثیرة الظّاهرة فی کونها أمارة على الواقع، إمّا دائماً أو غالباً و لا مانع منه عقلاً إذا انحصر الطّریق فیها و فوّض الأمر إلى اللّه تبارک و تعالى، العالم بخفیّات الأمور اللّطیف بعباده.

و لقد جربنا هذا الأمر فی باب الاستخارة ـ الّتی هی من القرعة على ما اختاره بعضهم و ستأتی الإشارة إلیه إن شاء اللّه فی آخر المسألة ـ و رأینا منها عجائب جمّة فی إصابة الواقع و کشف المجهول، إذا استعملت فی محلّها، و فوّض الأمر إلى اللّه، و قرنت بالإخلاص و الابتهال.

ثمّ اعلم، أنّ کون القرعة أمارة على الواقع و کاشفاً عنه دائماً أو غالباً لایوجب تقدّمها على «الاصول العملیّة، و لا معارضتها لسائر الأمارات; و ذلک لما عرفت من أنّ أماریتها إنّما هی فرض خاص و منحصر بالأمور المجهولة المشکلة الّتی لاطریق إلى حلّها لا من الأمارات و لا من الأصول العملیّة.

و بعبارة أخرى: موضوعها مختصّ بموارد فقد الأدلّة و الأصول الأُخر، و علیه فلاتعارض شیئاً منها و لا تقدّم علیها، بل إنّما تجری فی موارد فقدها.

ثمّ إنّ من المعلوم أنّ الکلام فی أماریتها و عدمها إنّما هو فی خصوص ما له واقع ثابت مجهول، و أمّا ما لیس کذلک من موارد تزاحم الحقوق أو المنازعات الّتی یرجع فیها إلى القرعة، کما فی قضیّة زکریّا و تشاح أحبار بنی إسرائیل فی کفالة مریم، و کما فی قضیّة یونس ـ على احتمال مضى ذکره ـ و کذلک فیمن نذر أو أوصى بعتق أوّل مملوک له فملک سبعة فی زمان واحد، و أشباهها، فلا موقع لهذا النّزاع فیها، کما هو ظاهر.

فالرّجوع إلیها حینئذ إنّما یکون بملاک أقربیتها إلى العدالة و أبعدیتها عن التّرجیح بلا مرجح الّذی یکون منشأ للتّشاح و البغضاء غالباً.


1. الوسائل، ج 18، کتاب القضاء، باب الحکم بالقرعة، ح 5.
2. المصدر السابق، ح 4.
3. الوسائل، ج 18، کتاب القضاء، أبواب کیفیة الحکم، الباب 13، ح 12.
4. الوسائل، ج 18، کتاب القضاء، باب الحکم بالقرعة، ح 22.
5. الوسائل، ج 17، کتاب الارث، أبواب میراث الغرقى و المهدوم علیهم، الباب 4، ح 4.
6. المصدر السابق، اَبواب میراث الخنثى، الباب 4، ح 4.
7. المصدر السابق، بعینه.
المقام الثّالث: فی شرائط جریانهاهل تختصّ القرعة بالإمام أو نائبه؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma