المقام الرابع: حکم الصلوة التی یؤتى خلف المخالف و المعاند فى المذهب تحبیباً و حفظاً للوحدة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
القواعد الفقهیّة الجزء الاولی
هل هنا عموم أو إطلاق یدلّ على الإجزاء؟المقام الخامس: التنبیهات

لا إشکال و لا کلام فی جواز الصلاة خلف المخالف فی المذهب عند الخوف و جواز الاعتداد بها. و هل یجب فیها ملاحظة عدم المندوحة و عدم امکان الصلاة فی زمان أو مکان آخر؟ فیه کلام سیأتی إن شاءاللّه فی تنبیهات التقیة.

إنّما الکلام فی أنه هل یجوز الصلاة خلفهم عند عدم الخوف أیضاً، بل من باب حسن العشرة معهم، و التحبّب إلیهم، کما هو کذلک فی عصرنا هذا غالباً، لا سیّما فی مواسم الحج، فإنَّ عدم الحضور فی جماعتهم لیس ممّا یخاف منه على نفس أو مال أو عرض، و لکن الدخول معهم فی صلاتهم أوفق بالأخوّة الاسلامیة و أقرب الى حسن العشرة؟

ظاهر طائفة کثیرة من الأخبار رجحان ذلک و الندب الیه مؤکّداً، بل لعلها متواترة فی هذا المضمون.

و هل ینوی الاقتداء بها، أو ینوی منفرداً و یقرأ فی نفسه مهما أمکن، و یأتی بما یأتی به المنفرد، و لکن یاتی بالأفعال معهم للغایات المذکورة؟

ثم لو قلنا بأنّه ینوی الاقتداء فهل یعتّد بتلک الصلاة، أو یصلّی صلاة أخرى قبلها او بعدها على وفق مذهبه؟

و لو قلنا: إنّه لا ینوی الاقتداء، بل یصلّی صلاة المنفرد، فهل یعتد بها اذا أخلّ ببعض الأجزاء او الشرائط حفظاً لظاهر الجماعة، أو یختص الاعتداد بها بما کان حافظاً لجمیع الأجزاء و الشرائط؟

لابدّ لنا قبل کل شیء من ذکر الأخبار الواردة فی المسألة، المتفرقة فی أبواب الجماعة، ثم استکشاف الحق فی جمیع ذلک منها.

و هی روایات:

ما رواه الصدوق فی (الفقیه) عن زید الشحام، عن الصادق(علیه السلام) قال: (یا زید خالقوا الناس بأخلاقهم، صلّوا فی مساجدهم، و عودوامرضاهم، و اشهدوا جنائزهم، و إن استطعتم ان تکونوا الأئمة و المؤذّنین فافعلوا، فإنکم اذا فعلتم ذلک قالوا: هؤلاء الجعفریة، رحم اللّه جعفراً ما کان أحسن ما یؤدّب أصحابه و اذا ترکتم ذلک قالوا: هؤلاء الجعفریة، فعل اللّه بجعفر، ما کان أسوأ ما یؤدّب أصحابه)(1).

لاشک أنَّ المراد بالصلاة فى مساجدهم الصلاة معهم و بجماعتهم، لا الصلاة منفرداً فی المساجد التی یجتمعون فیها. و أمّا دلالتها على جواز الاعتداد بتلک الصلاة فلیس إلاّ بالاطلاق المقامی، و لکن یمکن عدم کونها بصدد البیان من هذه الجهة.

ما رواه الصدوق ایضاً، عن حمّاد، عن أبی عبداللّه(علیه السلام) أنّه قال: (من صلّى معهم فی الصف الاول کان کمن صلّى خلف رسول اللّه(صلى الله علیه وآله) فی الصف الاول)(2).

ما فی (الکافی) عن الحلبی، عن أبی عبداللّه(علیه السلام) قال: (من صلّى معهم فی الصف الأول کان کمن صلى خلف رسول اللّه(صلى الله علیه وآله))(3).

ما رواه الشیخ فی (التهذیب) عن اسحاق بن عمار قال: (قال لی أبو عبد اللّه(علیه السلام): یا إسحاق أتصلّی معهم فی المسجد؟ قلت: نعم، قال: صلِّ معهم، فإنَّ المصلّی فی الصف الأول کالشاهر سیفه فی سبیل الله)(4).

و ظاهر هذه الأحادیث الثلاثة المتقارب مضمونها رجحان الصلاة معهم مع نیة الاقتداء بهم، کما أنَّ ظاهرها جواز الاکتفاء بها و عدم وجوب إعادتها، إلاّ ان یدل علیه دلیل من الخارج.

و الحاصل أنّا لو خلیّنا و هذه الروایات لحکمنا بجواز الدخول معهم فی صلوتهم، و نیة الاقتداء بهم، و الاعتداد بتلک الصلاة مهما کانت مخالفة لما علیه مذهبنا.

و کأنَّ وجه التشبیه بالصلاة خلف رسول الله(صلى الله علیه وآله) من حیث أثرها فی عزّ المسلمین و شوکتهم و قصّ ظهور الأعداء، و لذا شبّه بمن یشهر سیفه فی سبیل الله.

إلاّ أنّه قد یدّعى مخالفة أمثال هذه الظهورات لما علیه الطائفة، کما ستعرف دعواه فیما سیمر علیک إن شاءاللّه من کلام (الحدائق).

ما رواه فی (المحاسن) عن عبد الله بن سنان، قال: (سمعت أبا عبد الله(علیه السلام)یقول: أوصیکم بتقوى الله عزّ و جلّ، و لا تحملوا الناس على أکتافکم فتذلوا، إنَّ الله تبارک و تعالى یقول فی کتابه: (و قولوا للناس حسناً )ثم قال: عودوا مرضاهم، و اشهدوا جنائزهم، و اشهدوا لهم و علیهم، و صلّوا معهم فی مساجدهم)(5).

ما رواه علی بن جعفر فی کتابه، عن أخیه موسى بن جعفر(علیه السلام) قال: (صلّى حسن و حسین خلف مروان، و نحن نصلّی معهم!).(6)

ما رواه احمد بن محمد بن عیسى فی نوادره، عن سماعة قال: (سألته عن مناکحتهم و الصلاة خلفهم، فقال: هذا أمر شدید لن (إن) تستطیعوا ذلک، قد انکح رسول الله(صلى الله علیه وآله) و صلّى علی(علیه السلام) وراءهم).(7)

و هذه الروایات الثلاث أیضاً ظاهرة فی جواز الصلاة معهم تحبیباً و حفظاً لوحدة الأمة، أو شبه ذلک ـ نعم، یمکن أن تکون روایة علی بن جعفر ناظرةً إلى حال الخوف على النفس و شبهه ـ . کما أنَّ ظاهرها نیة الاقتداء و الاعتداد بتلک الصلاة. و عطف الصلوة على النکاح دلیل آخر على ان المراد الاتیان بالصلاة الواجبة الواقعیة معهم و الاکتفاء به.

کما أنّ قوله(علیه السلام): (هذا أمر شدید لن (إن) تستطیعوا ذلک) أیضاً ناظر الى هذا المعنى; إذ لو کان المراد اتیان الصلوة منفرداً فی نفسه، و إظهار کونها جماعة مع عدم القصد إلیها، أو الاتیان بها و إعادتها بعد ذلک أو فعلها قبلها، لم یکن أمراً شدیداً لا یتعدرون علیه، بل هما من الأمور السهلة التی یستطیع علیها کل أحد.

ما رواه الصدوق مرسلاً قال: (قال الصادق(علیه السلام): إذا صلیّت معهم غفر لک بعدد من خالفک(8).

و دلالتها على أصل الجواز کغیرها ظاهرة، إلاّ أنّ إطلاقها من حیث الاکتفاء بها و کونها بصدد البیان من هذه الجهة قابل للتأمل و الکلام.

إلى غیر ذلک ممّا یطلع علیه الخبیر المتتبع.

هذا و یظهر من غیر واحدة من الروایات الواردة فی الباب (6) من أبواب الجماعة أنّه لا یحتسب بتلک الصلاة، بل یصلّى قبلها أو بعدها، فتکون الصلاة الفریضة ما یصلّى قبلها أو بعدها، و تکون الصلاة معهم مستحباً أو واجباً للتقیة تحبیباً أو خوفاً. و إلیک بعض هذه الروایات:

ما رواه الصدوق فی (الفقیه) عن عمر بن یزید، عن أبی عبداللّه(علیه السلام) أنه قال: (ما منکم أحد یصلّی صلاة فریضة فی وقتها، ثم یصلّی معهم صلاة تقیة و هو متوضىء، إلاّ کتب اللّه له بها خمساً و عشرین درجة، فارغبوا فى ذلک)(9).

و لو کان الاقتداء بهم جائزاً لم یکن وجه فی الترغیب إلى الصلاة فرادى قبل ذلک فی بیته، فهذا الترغیب دلیل على عدم جواز الاعتداد بتلک الصلاة.

أللّهم إلاّ أن یقال: إنَّ هذا النحو من الجمع مندوب إلیه، و لا دلالة فی الحدیث على وجوبه، فلا ینافی جواز الاقتداء بهم فی صلاتهم، و لو تحبیباً لهم. و لکن هذا الحمل لا یخلو عن بُعد، فتأمّل.

و ما رواه أیضاً عن عبد اللّه بن سنان عن أبی عبداللّه(علیه السلام) أنّه قال: (ما من عبد یصلّی فی الوقت و یفرغ، ثم یأتیهم و یصلّی معهم و هو على وضوء، إلاّ کتب اللّه له خمساً و عشرین درجة)(10).

و ما رواه هو أیضاً عن عبد اللّه بن سنان، عن أبی عبداللّه(علیه السلام) أنّه قال أیضاً: (إنَّ على بابی مسجداً یکون فیه قوم مخالفون معاندون، و هم یمسون فی الصلاة، فأنا أصلّی العصر، ثم أخرج فأصلّی معهم، فقال: أما ترضى ان تحسب لک بأربع و عشرین صلاة)(11).

ما رواه الشیخ عن نشیط بن صالح، عن أبی الحسن الأول(علیه السلام) قال: (قلت له: الرجل منّا یصلّی صلاته فی جوف بیته مغلقاً علیه بابه، ثم یخرج فیصلّی مع جیرته، تکون صلاته تلک وحده فی بیته جماعة؟ فقال: الذی یصلّی فی بیته یضاعف اللّه له ضعفی أجر الجماعة، تکون له خمسین درجة، و الذی یصلّی مع جیرته یکتب له أجر من صلّى خلف رسول اللّه(صلى الله علیه وآله)، و یدخل معهم فی صلاتهم فیخلف علیهم ذنوبه و یخرج بحسناتهم)(12).

و الذی یظهر بالتأمل فیها أنّه أراد بما أجابه إمضاء فعل السائل بفعل الصلاتین، و أنّه یؤجر أجران على کل واحد، فلو کان الاعتداد بصلاة المخالف او المعاند جائزاً، لم یحتج إلى مثل ذلک، و لا سیّما أنه کان فی شدة حتى أغلق علیه بابه عند الصلاة وحده، فتدبر.

و یمکن أن یکون المراد جواز الاعتداد بکل من الصلاتین، و أنَّ الأول له ضعف أجر الجماعة، و أنَّ ثواب الثانی ثواب من صلّى خلف رسول اللّه(صلى الله علیه وآله).

إلى غیر ذلک ممّا یدل على هذا المعنى.

هذا مضافاً إلى الروایات الکثیرة الدالة على عدم جواز الصلاة خلف المخالف و المعاند و غیرهما، الواردة فی الأبواب: (10) و (11) و (12). فلعل الجمع بین مجموع هذه الروایات و الطائفة الأولى الدالة بإطلاقها على جواز الاقتداء معهم و الدخول فی جماعتهم، هو الحمل على ما اذا صلّى صلاته قبل أو بعد الصلاة معهم اذا قدر علیه و لم یکن هناک خوف.

و بالجملة القول بجواز الاکتفاء بتلک الصلاة إذا صلاّها معهم تحبیباً و لم یکن هناک تقیة من غیر هذه الناحیة مشکلٌ، و إن کان ظاهر إطلاق الطائفة الأولى من الروایات ذلک.

هذا و لکن لا شک فی جواز الدخول معهم فى صلاتهم، على ما یدل علیه الطائفة الأولى و غیرها. فما یظهرمن بعض أحادیث الباب من عدم الاقتداء معهم و ارائتهم کأنه یصلّی معهم و لا یصلّى، لابدّ من حمل على ما لا ینافی ذلک، فراجع و تدبّر.

ثم أنّه لا یخفى أنَّ جمیع ما ذکرنا إنما هو فی التقیة بعنوان التحبیب أو حفظ الوحدة، و أمّا التقیة خوفاً فلا إشکال فی الاکتفاء بما یؤتى معها. و هل یعتبر فیها عدم المندوحة، یعنى عدم إمکان الصلاة صحیحة تامة فی غیر ذاک الوقت أو غیرذاک المکان؟ فیه کلام یأتی إن شاءاللّه فی تنبیهات المسألة.


1. الوسائل، ج 5، من ابواب صلاة الجماعة، الباب 75، ح 1.
2. المصدر السابق، ح 1.
3. الوسائل، ج 5، من ابواب صلاة الجماعة، الباب 75، ح 4.
4. المصدر السابق، ح 7.
5. المصدر السابق، ح 8.
6. المصدر السابق، ح 8.
7. الوسائل، ج 5، من ابواب صلاة الجماعة، الباب 75، ح 10.
8. المصدر السابق، الباب 5، ح 2.
9. الوسائل، ج 5، من ابواب صلاة الجماعة، الباب 6، ح 1.
10. المصدر السابق، ح 2.
11. المصدر السابق، ح 3.
12. المصدر السابق، ح 6.
هل هنا عموم أو إطلاق یدلّ على الإجزاء؟المقام الخامس: التنبیهات
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma