أمّا من کتاب الله فقد استدل بقوله تعالى: (مـا عَلَى الُمحسِنِینَ مِنْ سَبِیلِ)(1)، وکون الأمین محسناً واضح.
کما أنّ الضمان سبیل فینفى عنه بمقتضى الآیة.
والآیة وإن وردت فی مورد الجهاد، واستثناء المرضى، والضعفاء، وأشباههم عن حکمه إذا نصحوا للّه ورسوله، ولکنّ التعلیل فیها عام یشمل المورد وغیره.
هذا، والاستدلال بها لا یخلو عن إشکال، فانّ صدق المحسن بالنسبة إلى الودعى، ومن یتبرع بحفظ متاع، کآخذ اللقطة لیجد صاحبها، وشبه ذلک ظاهر، ولکنّ صدقه بالنسبة إلى الأجیر، والمستعیر، والعامل فی المضاربة، ونظائرهم ممّن یأخذ المال من مالکه لمنفعة نفسه مشکل جدّاً، فإذن لا تندرج تحت الآیة إلاّ موارد یسیرة من القاعدة، ویخرج منها أکثرها.