ویدلّ علیه أیضاً بناء العقلاء الذی استدلوا به على حجیّة خبر الواحد فی الأحکام، بل جعلوه أهمّ الدلائل وأقواها وعمدتها، بل أرجعوا سائر الأدلّة إلیه.
وحاصله أنّهم لا یزالون یعتمدون على إخبار الثقة، فی ما یرجع إلى معاشهم، وحیث لم یردع عنه الشارع فی ما یرجع إلى معادهم فیکون حجّة، من دون أیّ فرق بین إخبار الثقة فی الموضوعات، أو فی الأحکام.
فما ورد فی القرآن الکریم، أو الروایات الکثیرة التی قد عرفت جملة منها، ممّا یدلّ على حجیّة خبر الواحد فی الموضوعات إمضاء لهذا البناء.
وقد عرفت عند ذکر الأخبار الدالّة على المقصود أنّ هذا المعنى کان مرکوزاً فی أذهان الرواة کما یدلّ علیه أسئلتهم، وهذا أیضاً شاهد على المطلوب.