هناک کتب کثیرة قیّمة مسمّاة باسم «القواعد» مثل «القواعد» للعلاّمة(رحمه الله)، و«قواعد الشهید(رحمه الله)»، وغیرهما.. ولکن من الواضح أنّ شیئاً منها لا یبحث عن القواعد بالمعنى الذی ذکرناه آنفاً، کما یظهر ذلک لمن راجعها فی بادىء النظر، بل هی کتب فقهیّة جیّدة کسائر الکتب المتداولة، سُمّیت باسم «القواعد»، ولکنّها لا تبحث عن هذه القواعد، بل تبحث عن مسائل الفقه الجزئیة.

نعم، هناک بعض المؤلّفات لأصحابنا مثل «العوائد» للنراقی(رحمه الله)، و«العناوین» للمحقّق البارع السید عبدالفتاح المراغی، وهو من تلامیذ الشیخ علی بن الشیخ جعفر کاشف الغطاء(رحمه الله)تبحث عن مجموعة من القواعد الفقهیّة، ولکنّها أیضاً غیر متخصصة فی هذا الموضوع .

ولذا فلا عجب إن قلنا بأنّ أول کتاب مؤلَّف لسرد قواعد الفقه بمعناها المصطلح هو کتابنا هذا، وقد نشر لأول مرّة فی سنة 1382 هجریة قمریة، ثم نشر کتاب آخر یحمل نفس هذا الاسم من قبل بعض أعیان المعاصرین شکر الله سعیه وجزاه عن الإسلام خیر الجزاء، وإن کان هناک تفاوت کبیر بین أبحاثه وبین الأبحاث المذکورة فی کتابنا هذا، فقد بحث عن أمور کان الأولى له ترکها، وترک بعض ما کان علیه من الواجب ذکره.

وعلى کلّ حال فإنّ هذا العلم ممّا ینبغی أن یکون محطّاً لأنظار العلماء، ومضماراً لأهل التحقیق، حتى یخرج عن هذه الغربة المؤسفة، ویتسع نطاقه، وتتضح جمیع جوانبه ونواحیه.