اللهو فی اللغة على ما ذکره أئمّة الفنّ له معنى وسیع قال الراغب: «اللهو ما یشغل الإنسان عمّا یعنیه ویهمّه».
ومن الواضح بل البدیهی عدم حرمة هذا المعنى والإجماع قائم علیه، وحتّى لو کان المراد ما یشغل الإنسان عن الله، فانّ الحیاة الدنیا کلّها لعب ولهو وزینة وتفاخر بینکم، کما قال الله عزّوجلّ من کتاب الکریم(1).
وقال ابن فارس فی مقاییس اللغة اللهو: کلّما شغلک عن شیء فقد ألهاک.
وقال فی لسان العرب: «اللهو ما لهوت به ولعبت به وشغلک» «واللهو هو اللعب» ومن الواضح أنّه لا یقول أحد بحرمة مطلق اللعب أو ما یشغل الإنسان.
هذا مضافاً السیرة المستمرّة علیه، فإنّ کثیراً من أعمال الناس طول اللیل والنهار یشغلهم عن ذکر الله ولا یخلو عنه إنسان غیر أهل العصمة والأوحدی من الناس.
أضف إلى ذلک وجود بعض القرائن فیها أو فی غیرها ممّا یدلّ على جواز المزاح فی السفر والحضر، بل الترغیب فیه إجمالا، وعملهم(علیهم السلام) بذلک فی الجملة معلومة مشهورة.
فلا یمکن المساعدة على حرمة اللهو مطلقاً، بل لابدّ من حمل المطلقات على أحد الأمرین المتقدّمین.