الظاهر من غیر واحد من روایات السحر أنّ الساحر کافر، ویؤیّده إجراء حدّ القتل علیه کما هو المعروف، بل لم ینقل فیه خلاف، فقد ذکر فی باب الحدود أنّ حدّه القتل، ولکن من البعید جدّاً إجراء هذا الحدّ فی جمیع أنواع السحر، بل ینصرف بقرینة الحکم والموضوع إلى ما یوجب الکفر، مثل ما نقله فی الجواهر عن بعض من تأخّر ولم یسمّه من إختصاص الحکم بمستحلّه، وان لم یرتض هو به وقال إنّ إطلاق النصّ والفتوى یقتضی خلافه(1)ولکن ذکر فی کتاب التجارة ما یظهر منه ذهاب جماعة إلیه وتوقّفه فیه(2).
ولکنّه لو تأمّل «قدّس الله سرّه» فی موارد شمول السحر وسعة دائرته فلعلّه کان یغیّر رأیه فیما ذکره فی کتاب الحدود لا سیّما أنّ الحدود تدرأ بالشبهات، وقد ذکرنا فی محلّه لزوم إثباته بدلائل قطعیة، أو ما هو نازل منزلتها من الظواهر البیّنة، لا بمجرّد مثل هذه الإطلاقات، أو یحمل على أنّ المراد به الساحر المدّعی للنبوّة أو الإمامة، أو من یهتک حرمات الله أو غیر ذلک ممّا أشبهه.