وقد ذکر الأصحاب تحت هذا العنوان اُموراً محرّمة کثیرة لم یذکروها فی موضع آخر من الفقه، بعضها یکتسب به، وبعضها لیس کذلک، فقد ذکر منها فی الحدائق أقلّ من العشرین(1)وأنهاها فی الجواهر بما یقرب من العشرین(2) والعلاّمة الأنصاری(قدس سره) بما یقرب من ثلاثین(3)ورتّبها على حروف التهجّی. وبعض المتأخّرین أضافوا إلیها بعض الاُمور الاُخر، وهی فی حدّ نفسها مباحث قیّمة وفیها فوائد جمّة، وإن کان بعضها خارجاً عن المعاملات، فإنّ «الکذب» و «التشبیب بالمرأة الأجنبیة» و «تزیین الرجل والمرأة بما یحرم علیهما» لیست اُموراً یکتسب بها، لا کلاًّ ولا جزءاً لشیء یکتسب به، نعم قد تکون مقدّمة وذریعة لبعض المکاسب، أو من المقارنات لها، وهذا لا دخل له بما نحن بصدده، لکن کثیر منها من الاُمور التی قد یکتسب بها، مثل مؤونة الظلمة، وتدلیس الماشطة، والقمار، والغناء، وعمل المجسّمة، والتنجیم، والشعبدة، والقیادة، وقد یکون جزءاً لعمل کالغشّ، ومدح من لا یستحقّ المدح وشبهها، فلا بأس بالإقتداء بهم (رضوان الله تعالى علیهم أجمعین) وسرد هذه المباحث أجمع، لأنّها من أشدّ ما یبتلى به، بل لابدّ من تعمیم بعضها وبسطه وإلحاق ما فیه الحاجة الیوم إلیها.

ولیعلم أنّ هذه الأبحاث کلّها أبحاث صغرویة لبحث المعاملات، خلافاً لغالب المباحث الآتیة فی البیع، فإنّها کبرویة کما لا یخفى.

فنقول، ومنه سبحانه نستمدّ التوفیق والهدایة:

1. الحدائق، المجلّد 18، الصفحة 98.
2. الجواهر، ج 22، ص 41 ـ 115.
3. المکاسب المحرّمة، ابتداءً من الصفحة 21.