المقام الأوّل: فی حکم الغیبة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
انوار الفقاهة(کتاب التجارة)
سادسها: الهلهلةالمقام الثانی: فی حقیقة الغیبة

وهی من المحرّمات قطعاً وإن کان ممّا لا یکتسب به عادةً.

وإستدلّ علیه بالأدلّة الأربعة:

فمن الآیات بقوله تعالى: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا کَثِیراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ یَغْتَبْ بَّعْضُکُمْ بَعْضاً أَیُحِبُّ أَحَدُکُمْ أَنْ یَأْکُلَ لَحْمَ أَخِیهِ مَیْتاً فَکَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِیمٌ)(1).

نهى فیها عن ثلاثة أشیاء کلّ واحد علّة للآخر فی الحقیقة، وهی الظنّ السوء، ثمّ التجسّس، ثمّ الغیبة، وفیها أبلغ تشبیه بالنسبة إلى قبح الغیبة وحقیقتها، من حیث هتک الأعراض، حیث شبّه الله تعالى عرض المؤمن بلحمه، وغیبته بأکل لحمه، وکونه على ظهر الغیب بکونه میّتاً، وإعتمد على تنفّر الطباع منه، کی یبعثهم على ترک هذه المعصیة الکبیرة بمقتضى عقولهم، ثمّ أکّده بالأمر بالتقوى الباعث على کلّ خیر، وترک کلّ شرّ، ثمّ أمر بالتوبة تلویحاً، ووعد قبولها بما یجلب القلوب إلى إمتثال هذا الحکم.

وقد إستدلّ بآیات اُخرى لا دلالة لها على المطلوب، أو تکون أعمّ منه فالأولى صرف النظر عنها.

ومن الإجماع بما هو ظاهر للکلّ، بل لعلّ حرمتها من ضروریات الدین، یعرفها کلّ من عاشر المسلمین، ولو برهة قلیلة من الزمان.

ومن العقل بأنّها ظلم ظاهر لما فیها من هتک العرض وإهانة المؤمن وتحقیره، بل وإیذائه إذا بلغه، وفیها مفاسد کثیرة مضافاً إلى ما ذکر، وهی بثّ العداوة وإشعال نیران البغضاء، وسلب إعتماد الناس بعضهم ببعض، وأی إنسان لا یخلو عن عیب؟ فإذا کانت العیوب مستورة کان الإعتماد والاُخوّة بینهم حاصلة، وإذا هتکت الستور تفرّقوا واختلفوا، وانحلّت عُرى الاُخوّة، مضافاً إلى ما فیها من أسباب العداوة والبغضاء، بل قد توجب سفک الدماء.

وقد تکون إشاعة للفحشاء وسبباً لجرأة العاصی على العصیان.

وسبب الغیبة اُمور کثیرة کلّها من الموبقات: منها الحسد والحقد والکبر والبخل والسخریة وغیر ذلک ممّا ذکر فی محلّ من علم الأخلاق، عصمنا الله منها بحقّ محمّد وآله الأطهار من هذه الکبیرة الموبقة.

أمّا السنّة: فهی روایات کثیرة جدّاً، منها ما یدلّ على أنّها أشدّ من الزنا، لأنّها حقّ الناس والزنا حقّ الله، مثل:

1 ـ ما رواه محمّد بن الحسن (فی المجالس والأخبار) باسناده عن أبی ذرّ عن النبی(صلى الله علیه وآله وسلم) فی وصیّة له قال: «یاأبا ذرّ إیّاک والغیبة، فإنّ الغیبة أشدّ من الزنا»، قلت: ولِمَ ذاک یارسول الله؟ قال: «إنّ الرجل یزنى فیتوب إلى الله فیتوب الله علیه، والغیبة لا تغفر حتّى تغفرها صاحبها»(2).

 

2 ـ وما رواه اسباط بن محمّد برفعه إلى النبی(صلى الله علیه وآله وسلم) قال: «الغیبة أشدّ من الزنا» فقیل: یارسول الله ولِمَ ذلک؟ قال: «أمّا صاحب الزنا فیتوب فیتوب الله علیه، وأمّا صاحب الغیبة فیتوب فلا یتوب الله علیه حتّى یکون صاحبه الذى یحلّه»(3).

3 ـ ما رواه أسباط بن محمّد رفعه عن النبی(صلى الله علیه وآله وسلم) قال: «ألا اُخبرکم بالذى هو أشدّ من الزنا، وقع الرجل فى عرض أخیه»(4).

ومنها ما یدلّ على أنّه یحرم على المغتاب الجنّة أو شبه ذلک مثل:

4 ـ ما رواه زید بن علی عن آبائه عن النبی(صلى الله علیه وآله وسلم) قال: «تحرم الجنّة على ثلاثة على المنّان وعلى المغتاب وعلى مدمن الخمر»(5).

5 ـ وما رواه أبو بصیر عن أبی جعفر(علیه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم): «سباب المؤمن فسوق وقتاله کفر وأکل لحمه معصیة لله وحرمة ماله کحرمة دمه»(6).

6 ـ وما رواه الحسین بن زید عن الصادق(علیه السلام) عن آبائه فی حدیث المناهی: أنّ رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم) نهى عن الغیبة والإستماع إلیها ... ونهى عن الغیبة وقال: «من إغتاب امرءاً مسلماً بطل صومه ونقض وضوءه، وجاء یوم القیامة یفوح من فیه رائحة أنتن من الجیفة یتأذّى به أهل الموقف، وإن مات قبل أن یتوب مات مستحلا لما حرّم الله عزّوجلّ...»(7).

7 ـ وما رواه نوف البکالی قال: أتیت أمیر المؤمنین(علیه السلام) وهو فی رحبة فی مسجد الکوفة فقلت: السلام علیک یاأمیر المؤمنین ورحمة الله وبرکاته! فقال وعلیک السلام یانوف ورحمة الله وبرکاته! فقلت له: یاأمیر المؤمنین عظنی، فقال: یانوف أحسن یحسن إلیک «إلى أن قال». قلت: زدنی. قال: «اجتنب الغیبة فإنّها أدام کلاب النار ثمّ قال: یانوف کذب من زعم أنّه ولد من حلال وهو یأکل لحوم الناس بالغیبة»(8).

8 ـ ما رواه علقمة بن محمّد عن الصادق جعفر بن محمّد(علیهما السلام) فی حدیث أنّه قال: «فمن لم تره بعینک یرتکب ذنباً ولم یشهد علیه عندک شاهدان فهو من أهل العدالة والستر، وشهادته مقبولة، وان کان فى نفسه مذنباً، ومن إغتابه بما فیه فهو خارج عن ولایة الله تعالى ذکره، داخل فى ولایة الشیطان، ولقد حدّثنى أبى عن أبیه عن آبائه عن رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم) قال: من اغتاب مؤمناً بما فیه لم یجمع الله بینهما فى الجنّة أبداً، ومن اغتاب مؤمناً بما لیس فیه فقد إنقطعت العصمة بینهما، وکان المغتاب فى النار خالداً فیها وبئس المصیر»(9).

9 ـ وما رواه الصدوق(رحمه الله) فی عقاب الأعمال ... عن رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم) أنّه قال فی خطبة له: «ومن إغتاب أخاه المسلم بطل صومه ونقض وضوءه فان مات وهو کذلک مات وهو مستحلّ لما حرّم الله ...»(10).

وغیرها من الروایات الکثیرة.

 


1. سورة الحجرات، الآیة 12.
2. وسائل الشیعة، ج 8، ص 598، الباب 152، من أبواب أحکام العشرة، ح 9.
3. وسائل الشیعة، ج 8، ص 601، الباب 152، من أبواب أحکام العشرة، ح 18.
4. المصدر السابق، ح 19.
5. المصدر السابق، ص 599، ح 10.
6. المصدر السابق، ح 12.
7. المصدر السابق، ح 13.
8. المصدر السابق، ح 16.
9. وسائل الشیعة، ج 8، ص 601، الباب 152، من أبواب أحکام العشرة، ح 20.
10. المصدر السابق، ص 602، ح 21.

 

سادسها: الهلهلةالمقام الثانی: فی حقیقة الغیبة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma