وأمّا حکم هذه الأقسام

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
انوار الفقاهة(کتاب التجارة)
المقام الثّالث: فی أقسام السحرالاوّل: هل الساحر کافر؟

فتارةً تترتّب علیها عناوین محرّمة اُخرى سوى عنوان السحر.

منها: أن یکون فیه إضرار إلى الغیر کما قال تبارک وتعالى (وَیَتَعَلَّمُونَ مَا یَضُرُّهُمْ وَلاَ یَنفَعُهُمْ)(1) ولا شکّ فی حرمته من هذه الجهة.

ومنها: ما یکون فیه هتک للمحرّمات کما یحکى کثیراً عن فعل سحرة الکفّار، بل وبعض من لا یبالی بالدین من المسلمین، وهو حرام بل یوجب الکفر غالباً.

ومنها: ما یکون فی مقابل دعوة الأنبیاء(علیهم السلام) وأئمّة الدین(علیهم السلام) مع القصد إلى إطفاء نور الحقّ، وحرمته أوضح من الکلّ (مثل سحر سحره فرعون).

ومنها: ما یترتّب علیه بعض العناوین المحرّمة الاُخرى سوى ذلک مثل الإخبار بالمغیبات وکشف الستور وإغواء الناس عن طریق الحقّ وغیر ذلک.

وحرمة جمیع هذه الأقسام ممّا لا ریب فیها، إنّما الکلام فیما إذا خلى السحر عن جمیع ذلک مع صدق هذا العنوان علیه، کما إذا أتى ببعض خوارق العادة ولو بحسب الظاهر، والتوصّل إلى أسباب خفیّة له، وکان فیه نوع خدیعة وتمویه ولو بقصد إعجاب الحاضرین واللهو وشبه ذلک، فالظاهر أیضاً حرمته لإطلاق أدلّة حرمته، والتقیید یحتاج إلى دلیل.

وإن شئت قلت: ظاهر أدلّة حرمة السحر حرمته بعنوانه، ولو لم یترتّب علیه عنوان ثانوی محرّم، والظاهر أنّه لا فرق فیما ذکر بین تسخیر الجنّ والشیاطین والتوصّل إلى خواص الأدویة وترکیب الآلات على النسب الهندسیة إذا کانت غریبة لا تصل إلیها العقول العادیة.

ومن هنا یظهر حال ما ذکره بعض الأعلام تبعاً لما یظهر من بعض أکابر المتقدّمین من أنّ إیجاد الصنائع المعجبة کما هو المعروف فی العصر الحاضر کالطائرات والسیارات وسائر الآلات العجیبة لیس من مقولة السحر، ولم یثبت کون سحر سحرة فرعون من هذا القبیل(2).

والجواب عنه إنّ الظاهر أنّه لا یقول أحد بکونها سحراً بقول مطلق، إنّما الکلام إذا لم تکن من سنخ ما نعرفه من الصنائع، بل کان خارقاً للعادة ولو فی هذا الزمان، کما إذا أشار إنسان إلى سراج کهربائی فأطفأه بإشارة الید، ثمّ أشعله کذلک، ولو کان فی الواقع نوع صنعة لا نعرفها.

أو توصّل بدواع لا نعرفها وأتى ببعض العجائب، فهذا أیضاً داخل فی مفهوم السحر، والظاهر أنّ سحر سحرة فرعون کانوا من هذا القبیل کما حکى فی التواریخ والتفاسیر، أعنی کان من باب التوسّل ببعض الأدویة کالزیبق وشبهه، وربّ شیء یکون سحراً فی زمان ویخرج عن هذا العنوان فی زمان آخر بعد کشف علله على نحو عام، فلا یصدق علیه عنوان «إستناده إلى أسباب خفیّة» کما عرفت. والحاصل أنّ المدار على کون أسبابه خفیّة فی ذاک الزمان وکان بقصد التمویة.

وکذلک الأخذ بالعیون والشعبدة ونحوهما، لصدق السحر علیها، قال تعالى: ( سَحَرُوا أَعْیُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَآءُو بِسِحْر عَظِیم)(3) (وسیأتی الکلام فیه ان شاء الله).

وکذلک ما یسمّى بـ «إنشداد القلب» (على شیء من الأشیاء) إذا کان منشأً لإستحداث خوارق عادات ولو فی حسّ الناظر.

وما فی کلام بعض الأعلام من أنّه لا وجه لجعله من أقسام السحر ـ وإنّما هو قسم من الکذب إذا لم یکن له واقع، على أنّ إنشداد القلب لو کان سحراً لکانت الإستمالة بمطلقها سحراً محرّماً، سواء کانت بالاُمور الواقعیة أم بغیره(4)ـ ممنوع.

لأنّ کونه کذباً لا یمنع عن کونه سحراً، بعد إشتماله على ما ذکر فی تعریفه، المستفاد من اللغة والعرف وموارد إستعماله، والإلتزام بکون مطلقة سحراً لا مانع منه إذا کان من هذا القبیل، أی کان مشتملا على أرکان السحر المعتبرة فی تعریفه.

وأمّا التنویم المغناطیسی بمجرّده فلیس من السحر ظاهراً، بل هو أمر متداول له أسباب معروفة، بل قد یستفاد منه فی الطبّ الیوم بدلا عن المواد الموجبة لفقد الحسّ والشعور للعملیات الجراحیة، أو لکشف ما فی ضمیر الإنسان من أسباب الأمراض النفسیة التی قد لا یبرزه من مکنون ضمیره فی الحالات المتعارفة لغلبة الشعور الظاهر على الشعور الباطن، فإذا بطل الشعور الظاهر بقی الشعور الباطن مطلقاً، فربّما یطلع الطبیب النفسانی على السبب الأصلی للمرض والعقدة الموجبة له، فیعالجه من طریق حلّ عقدته، فهذا کلّه أمر جائز لا حرمة فیها لعدم وجود أرکان معنى السحر فیها. نعم «المدیوم» أعنی الذی یکون محلا للنوم ووسیلة للإتّصال بالأرواح أو إحضارها وکشف مسائل مجهولة من الغائبات أو مسائل مختلفة بسببها، فهذا إن لم یکن داخلا فی موضوع السحر فلا أقل من دخوله فی حکمه بالغاء الخصوصیة، بل لا یبعد دخوله فی موضوع الکهانة أحیاناً.

قال فی مصباح اللغة: «الکاهن» من یخبر عن الماضی والمستقبل أو هو خصوص من یخبر عن المستقبل، کما یستفاد من محکی «نهایة ابن الأثیر» وقد یخصّ المخبر عن الماضی باسم «العرّاف»، ومن المعلوم أنّه لو خصّ «الکاهن» بمن یخبر عن المستقبل موضوعاً فانّه یلحق به الماضی حکماً، وسیأتی الکلام فیه إن شاء الله فی محلّه.

 


1. سورة البقرة، الآیة 102.
2. مصباح الفقاهة، ج 1، ص 291.
3. سورة الأعراف، الآیة 116.
4. مصباح الفقاهة، ج 1، ص 291.

 

المقام الثّالث: فی أقسام السحرالاوّل: هل الساحر کافر؟
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma