إستثناها بعضهم کما حکاه صاحب الحدائق عن الکفایة أنّه قال: «وهو غیر بعید» ثمّ ذکر صاحب الحدائق نفسه: «بل هو فی غایة البعد لعدم الدلیل علیه».
هذا وقد عرفت أنّ النیاحة المتعارفة فی مجالس العزاء لا تدخل فی عنوان الغناء، لعدم کونها صوتاً لهویاً مناسباً لمجالس أهل الفسوق والعصیان، فکأنّهم رأوا للغناء معنى عاماً یشمل کلّ صوت حسن کما یظهر من بعض أهل اللغة، فذکروا هذا مستثنى عنه، أو استثناء الحداء وغیره أیضاً من هذا القبیل، وفیه ما عرفت من أنّها لیست کلّ صوت حسن، بل صوت خاصّ.
وأمّا ما استدلّ له من إستقرار سیرة أهل الشرع علیه، أو کونه معیناً على البکاء وشبهه غیر ثابت، أو غیر کاف، أمّا السیرة فلعدم إتّصالها بزمان المعصوم، وأمّا الإعانة على البکاء فلعدم جواز التوصّل بالحرام إلى أمر مستحبّ کما هو واضح، فالحقّ خروجه عنه موضوعاً، ولو کان من ألحان أهل الفسوق لم یجز فی المراثی قطعاً.