وقد حکى عن مشهور المتأخّرین نسبة إستثناء الغناء فیه إلى صاحب الکفایة أیضاً، ولکن الظاهر من کلامه أنّه أخذ الغناء بمعنى وسیع یشمل کلّ صوت حسن فیه تحزین وترجیع، ولکن قد عرفت أنّ معناه أخصّ من ذلک، فلیس مجرّد، هذه الاُمور بغناء ما لم یکن الصوت مناسباً لمجالس أهل الفسوق والعصیان.
وعلى کلّ حال ما دلّ على إستحباب حسن الصوت فی القرآن وما ورد فی شأن علی بن الحسین(علیهما السلام) لا یدلّ على جواز الغناء فیه ولو بإطلاقه، بل هو(علیه السلام)خارج عن موضوع الغناء، فلا تصل النوبة إلى معارضتها بأدلّة حرمة الغناء حتّى یتکلّم فی النسبة بینهما، ولو فرض التعارض بینهما، فلا شکّ فی تقدیم أدلّة حرمة الغناء لأنّها أقوى، ولأنّها من قبیل ما فیه الإقتضاء فی مقابل ما لا إقتضاء فیه.
ویدلّ على ما ذکرنا أیضاً ما ورد من النهی عن قراءة القرأن بألحان أهل الفسوق واتّخاذه مزامیر(1).