حکم الوعد

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
انوار الفقاهة(کتاب التجارة)
المقام الرّابع: هل یجری حکم الکذب فی الإنشاء؟المقام الخامس: الکلام فی التوریة

یظهر من بعض آیات القرآن الکریم وکثیر من الروایات أنّ الوفاء بالوعد من الواجبات.

أمّا من القرآن ـ فقوله تعالى: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ کَانَ مَسْئُولا)(1) فانّ الوعد نوع من العهد.

وکذلک قوله تعالى: (لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * کَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ)(2).

بناءاً على عدم إنحصار مفادها بقول خال عن العمل، وشمولها بعمومها للوعد أیضاً، ولیس ببعید، لا سیّما بملاحظة صحیحة هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبدالله(علیه السلام) یقول: عدّة المؤمن أخاه نذر لا کفّارة له، فمن أخلف فبخلف الله بدأ، ولمقته تعرّض، وذلک قوله: (یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * کَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ)(3).

وأمّا السنّة فهی کثیرة جدّاً منها:

1 ـ ما رواه شعیب العقرقوفی عن أبی عبدلله(علیه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله علیه وآله وسلم): «من کان یؤمن بالله والیوم الآخر فلیف إذا وعد»(4).

2 ـ وما رواه الحارث الأعور عن علی(علیه السلام) قال: «لا یصلح من الکذب جدّ ولا هزل ولا أن یعد أحدکم صبیّه ثمّ لا یفى له ...»(5).

ویظهر منه أنّه جعل خلف الوعد من الکذب.

وهناک روایات اُخرى کثیرة ذکرها المجلسی فی بحار الأنوار تدلّ على المطلوب(6).

3 ـ وما رواه فی نهج البلاغة: وإیّاک والمنّ على رعیّتک ... أو أن تعدهم فتتبّع موعدک بخلفک، فانّ المنّ یبطل الإحسان، والتزید یذهب بنور الحقّ، والخلف یوجب المقت عند الله والناس، قال الله سبحانه: (کَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ)»(7).

هذا ولکن ذکر لزوم الوفاء بالوعد من حقوق الاُخوّة فی بعض الأخبار یضعف دلالتها على الوجوب، مثل ما جاء فی البحار فی أحادیث متعدّدة فراجع(8).

وقد یقال أنّ السیرة العملیة والشهرة بین الأصحاب على عدم الوجوب، ولو کان ذلک واجباً لاشتهر وبان مع شدّة الإبتلاء به، والإنصاف أنّه یشکل رفع الید عن هذه الظواهر بمجرّد هذه الاُمور، فالأحوط الوفاء بالوعد.

هذا ولکن یظهر من کلماتهم فی أبواب النذر أنّ التزام شیء على نفسه لا یکون ملزماً إلاّ إذا کان الإلتزام لله.

قال فی الجواهر بعد کلام له فی المقام: وفی قواعد الفاضل لو قال: «علیّ کذا ولم یقل لله، إستحبّ له الوفاء، ولعلّه لأنّه طاعة، ... وعلى کلّ حال فالأمر سهل من انّ الحکم مستحبّ، والفرض إن لم یکن نذراً منعقداً فهو وعد أو شبه الوعد»(9).

ویظهر من هذه العبارة تسالمهم على أنّ الوعد أو شبه الوعد لا یجب الوفاء به وانّ ما کان لله یجب الوفاء به.

بل لعلّه یظهر من بعض روایات أبواب النذر أنّ مجرّد الإلتزام على النفس بشیء لا یجب الوفاء به إلاّ ما کان لله، ولا یبعد شموله لبعض أفراد الوعد، بل لجمیعه، فلعلّ ما یدعى من السیرة أو الشهرة أو الإجماع نشأ من هنا، وإلیک هذه الروایات:

1 ـ ما رواه مسلم بن مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبدالله(علیه السلام) ... وسئل عن الرجل یحلف بالنذر ونیّته فی یمینه التی حلف علیها درهم أو أقل، قال: «إذا لم یجعل الله فلیس بشىء»(10).

2 ـ وما رواه خالد بن جریر عن أبی الربیع قال: سئل أبا عبدالله(علیه السلام) عن الرجل یقول للشیء یبیعه: أنا أهدیه إلى بیت الله قال: فقال: «لیس بشىء کذبة کذبها»(11).

3 ـ ما رواه سعید بن عبدالله الأعرج قال: سألت أبا عبدالله(علیه السلام) عن الرجل یحلف بالمشی إلى بیت الله ویحرم بحجّة والهدی، فقال: «ما جعل لله فهو واجب»(12).

4 ـ وما رواه إسحاق بن عمّار قال: قلت لأبی عبدالله(علیه السلام): إنّی جعلت على نفسی شکراً لله رکعتین اُصلّیهما فی السفر والحضر أفاُصلّیهما فی السفر بالنهار. فقال: «نعم»، ثمّ قال: «إنّى لأکره الإیجاب أن یوجب الرجل على نفسه«، قلت: إنّی لم أجعلهما لله علیّ، إنّما جعلت ذلک على نفسی اُصلّیهما شکراً لله، ولم اُوجبهما على نفسی، أفأدعهما إذا شئت؟ قال: «نعم»(13).

5 ـ ما رواه السندی بن محمّد عن أبی عبدالله(علیه السلام) قال: قلت له: جعلت على نفسی مشیاً إلى بیت الله. قال: «کفّر عن یمینک، فإنّما جعلت على نفسک یمیناً وما جعلته لله فف به»(14).

6 ـ وما رواه ابن أبی عمیر عن غیر واحد من أصحابنا عن أبی عبدالله(علیه السلام) فی الرجل تکون له الجاریة فتؤذیه امرأته وتغار علیه، فیقول: هی علیک صدقة. قال: «إن جعلها لله وذکر الله فلیس له أن یقربها، وان لم یکن ذکر الله فهى جاریته یصنع بها ما شاء»(15).

ومن هنا یشکل الحکم بوجوب الوفاء بکلّ عهد ووعد وان کان الأحوط إستحباباً ذلک.

 

بقی هنا شیء، وهو إنّه قد یقال: إنّ الوعد على أقسام، تارةً یخبر عن عزمه على الوفاء بشیء، کأن یقول انّی عازم على أن اُعطیک کذا وکذا.

واُخرى أن ینشیء ما التزمه، بأن یقول: لک علیّ کذا.

وثالثة أن یخبر عن الوفاء بأمر مستقبل، کقوله: أجیئک غد(16).

هذا ولکن الوعد لیس شیئاً منها، بل هو إنشاء والتزام فعل لغیره على نفسه فی المستقبل، بأن یقول: أجیئک غداً لا بقصد الإخبار، بل بقصد الإنشاء والإلتزام، ومن هنا یُعلم أنّ أدلّة حرمة الکذب لا تشمله (فتأمّل فانّه حقیق به).

نعم، هنا إطلاق آخر من هذا العنوان، فیقال: وعد صادق أو کاذب، إذا وفی بعهده أو لم یف به، وهذا صدق وکذب فی العمل لا دخل له بالقول الذی هو محلّ الکلام، فتدبّر.

 


1. سورة الإسراء، الآیة 34.
2. سورة الصفّ، الآیة 2.
3. وسائل الشیعة، ج 8، ص 515، الباب 109، من أبواب أحکام العشرة، ح 3.
4. المصدر السابق، ح 2.
5. المصدر السابق، ص 577، الباب 140، ح 3.
6. بحار الأنوار، ج 72، ص 79 ـ 91، الباب 47، من أبواب لزوم الوفاء بالوعد والعهد.
7. نهج البلاغة، الکتاب 53.
8. بحار الأنوار، ج 72، ص 92 و93 و96.
9. الجواهر، ج 35، ص 375.
10. وسائل الشیعة، ج 16، ص 183، الباب 1، من أبواب النذر، ح 4.
11. المصدر السابق، ح 5.
12. المصدر السابق، ص 184، ح 8.
13. المصدر السابق، ص 189، الباب 6، ح 1.
14. المصدر السابق، ص 192، الباب 8، ح 4.
15. المصدر السابق، ص 201، الباب 17، ح 9.
16. مصباح الفقاهة، ج 1، ص 390.

 

المقام الرّابع: هل یجری حکم الکذب فی الإنشاء؟المقام الخامس: الکلام فی التوریة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma