یمکن القول إجمالاً إنّه إذا کان فی ترقیع الأعضاء وزرعها تکامل لعلم الطبّ فی عصرنا الحاضر وتطوّر فی جمیع المجالات ـ لاسیّما بعد أن اُجریت عملیات جراحیة معقّدة بالنسبة إلى زرع وترقیع أعضاء الإنسان الأصلیة منها وغیرها، بل من المتوقّع فی المستقبل القریب إمکان وصل رأس إنسان بجسد إنسان آخر ـ فلا ریب فی جوازه هنا کما تقدّم.
ویستفاد من بعض الروایات أن زرع الأسنان کان قدیماً، نظیر ما رواه زرارة عن أبی عبدالله (علیه السلام)، قال: سأله أبی وأنا حاضر عن الرجل یسقط سنّه فیأخذ سنّ إنسان میّت فیجعله مکانه، قال: «لابأس»(1). ولیس هذا بالأمر الهیّن; لاحتیاجه إلى جملة من المقدّمات الطبیة، وإلاّ فمجرّد جعل سنّ مکان آخر لایوجب التئامه واتّصاله بالفکّ، وقد واصل الأطباء فی عصرنا الحاضر ذلک عن طریق زرع الأسنان بطرق علاجیة حدیثة، فصار ینتفع بها على أحسن وجه.
وعلى کلّ حال فإن البحث فی الترقیع والزرع یتضمّن عدّة مقامات: