إنّ القرآن الکریم نهى عن الاسراف نهیاً شدیداً، وواجه المسرفین مواجهة عنیفة، فقال تبارک وتعالى فی سورة الأنعام: (ولاتُسرِفُوا إنّهُ لا یُحبُّ المُسرِفِینَ)(1).
وقال فی تعبیر أشدّ فی سورة غافر: (وإنّ المُسرِفِینَ هُم أصحابُ النّارِ)(2).
وقال فی آیة اخرى من هذه السورة: (إنّ اللهَ لا یَهدِی مَنْ هُوَ مُسرِفٌ کَذَّابٌ)(3).
وفی سورة الأنبیاء جعل المسرفین فی زمرة الهالکین فقال: (وَأهلَکنَا المُسرِفِینَ)(4)
بل جعل فی سورة الفرقان عدم الإسراف حتّى فی الإنفاق من علائم عباد الرحمن ـ مع أنّ الإنفاق عمل مطلوب مستحسن، حثّ علیه الشارع فی آیات کثیرة ـ فقال: (وَالّذینَ إذا أنْفَقُوا لَم یُسرِفُوا وَلَم یَقْتُرُوا وَکَانَ بَینَ ذَلِکَ قَوامَاً)(5).
ونهى القرآن عن التبذیر أیضاً بلحن شدید، فعرّف المبذّرین بأنّهم إخوان الشیاطین حیث قال:
(وَآتِ ذا القُربَى حَقَّهُ وَالمِسکِینَ وَابنَ السَّبِیلِ وَلا تُبَذِّر تَبْذِیراً * إنَّ المُبَذِّرینَ کَانُوا إخوانَ الشَّیاطینِ وَکَانَ الشَّیطَانُ لِرَبِّهِ کَفُورَاً)(6).