1 ـ مسألة تحدید النسل وتقلیل الموالید

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
بحـوث فقهیة مهمّة
نبذة من المسائل المستحدثة الهامةأوّل: عنوان المسألة

یدور حوار واسع ونقاشات کثیرة بین علماء الدین من جهة، وبین خبراء علم الاجتماع من جهة اُخرى حول هذه المسألة، فذهب جماعة من علماء المسلمین إلى عدم جواز ذلک، أو لا أقلّ من أنّه مرجوح فی الشریعة الإسلامیة نظراً إلى أنّ کثرة الأولاد أمر راجح فی الشریعة، وسبب لکثرة نفوس المسلمین فی أقطار الأرض، وازدیاد النفوس موجب لازدیاد قوّتهم وشوکتهم وثقل الأرض بکلمة لا إله إلاّ الله.

 

هذا مضافاً إلى ما یظهر من القرآن المجید من أنّ کثرة الأولاد من نِعم الله تبارک وتعالى.

 

قال فی سورة نوح: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّکُمْ إِنَّهُ کَانَ غَفَّاراً * یُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَیْکُم مِدْرَراً * وَ یُمْدِدْکُم بِأَمْوَال وَ بَنِینَ وَ یَجْعَل لَکُمْ جَنَّاتِ وَ یَجْعَل لَکُمْ أَنْهَاراً)(1).

 

فقد جعل فی هذه الآیة الشریفة الإمداد بالبنین إلى جانب الإمداد بالأموال من نِعم الله تعالى، ومن قبیل الغیث الهاطل والسحاب الماطر والأنهار العظیمة والجنّات الرائعة.

 

وقد ورد فی غیر واحدة من الروایات مدح کثرة الأولاد، فکیف یمکن القول بترجیح تحدید النسل وتقلیل الموالید

 

وفی المقابل یقف القائلون برجحان بل بوجوب تحدید النسل فی زماننا هذا مستندین إلى اُمور:

 

الأمر الأوّل: إنّ تقدّم علمی الطب، والوقایة الصحّیة من جهات کثیرة صار سبباً لبقاء الأطفال، بخلاف العصور السالفة. فکان لایبقى من عشرة أطفال یولدون إلاّ إثنان أو ثلاثة على قید الحیاة.

 

الأمر الثانی: کان الجوع والقحط یهدّدان حیاة الکثیر من الناس لعدم إمکان نقل الأرزاق والمؤن بین البلدان النائیة، على عکس زماننا هذا فإنّه لو وقع القحط أو المجاعة فی قطر من الأقطار فسوف تأتی إلیه الأرزاق من سائر البلدان.

 

الأمر الثالث: کان متوسّط الأعمار فی السابق أقلّ منه کثیراً بالنسبة إلى زماننا; لسوء التغذیة وشیوع الأمراض وعدم وجود المیاه النقیّة، إذ کانت میاههم ملوّثة جدّاً ممّا یجعلها سبباً لفساد الأمزجة وانتشار الأمراض وخصوصاً میاه الحمامات التی کانت تخلف آثاراً سیئة ومضرّة على بدن الإنسان وبیئته.

 

کلّ ذلک وغیره صار سبباً لتکاثر النفوس یوماً بعد آخر بشکل رهیب وهائل. ممّا یسبّب مشاکل أساسیة عظیمة من عدّه جوانب کالتغذیة، والتعلیم، والتربیة، والوقایة من الأمراض وغیرها، هذا مضافاً إلى مشکلة الفقر والتخلّف العلمی والاقتصادی والثقافی التی تخلّفها کثرة النفوس; وذلک لأنّ جمیع إمکانیات المجتع تستهلک فی مجالات التغذیة وشبهها ولا یبقى ما یصرف فی بناء البلاد وتطویرها أو التقدّم فی الجانب العلمی والصناعی.

 

وحینئذ فلو أن المسلمین لم یقوموا بتحدید النسل لتأخّروا عن الرکب الحضاری واستولى علیهم الفقر. وبالمقابل لو أقدم أعداؤهم علیه; لحصل لهم التقدّم فی جمیع شؤون الحیاة ولازدادت قوّتهم وشوکتهم، بل لاحتاج المسلمون إلیهم حاجة شدیدة تؤدّی إلى اتّکالهم علیهم فی الاُمور الحیویة.

 

فالواجب علیهم تحدید النسل، وإن شئت قلت: اللازم استبدال الکثرة من حیث الکم بالکثرة من حیث الکیف، أعنی إیجاد جیل من العلماء والاختصاصیّین والخبراء فی شتّى اقسام العلوم، إن شاء الله تعالى.

 

وعلى کلّ حال فاللازم طرح عنوان المسألة أوّلاً، ثمّ ذکر أدلّة الطرفین وما یتحصّل منها ثانیاً، وبیان تفاوت الظروف ثالثاً، وذکر طرق التحدید من الحرام والجائز والواجب على القول به رابعاً.


(1) نوح: 10 ـ 12.

 

نبذة من المسائل المستحدثة الهامةأوّل: عنوان المسألة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma