بعد توضیح النکات الستة، نعود إلى أصل المسألة، لنجیب على السّؤال المطروح فی ضمان العاقلة.
والحقیقة، أنّ هناک إشکالین وشبهتین: إحداهما مستندة إلى آیات القرآن الکریم، والثانیة إلى الدّلیل العقلی.
أمّا فیما یرتبط بالآیات الشّریفة، فقوله تعالى: (ولا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ اُخرى)، فانّ کلمة «الوزر» ومشتقاتها تکررت فی القرآن الکریم أکثر من عشرة مرات(1)، واستعملت غالباً فیما یرتبط بعالم الآخرة، وعلى أیة حال فالآیة الشریفة ترتبط بالجزاء والعقاب الاُخروی لا الضمان، فالمراد أنّ أحداً لا یعاقب ویجازى بدلا عن الآخر، لا انه لا یضمن الآخر فی بعض الموارد وظلّ بعض الظروف الخاصة، وبالتوضیح الآتی یتبین لنا هذا المعنى، وتتبیّن لنا أیضاً الجهة العقلیة فی المسألة .