5 ـ فلسفة تنصیف دیة المرأة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
بحـوث فقهیة مهمّة
4 ـ حدود تنصیف دیة المرأةالجانب الإنسانی والإلهی

سؤال: الإسلام دین العدل، ولذا فانّ النبی الأکرم (صلى الله علیه وآله) اعتبر دماء المسلمین متکافئة، ولا فرق بین دم المرأة ودم الرجل، ولا الصغیر والکبیر، ولا الشاب والشّیخ، ولا العالم والجاهل ،ولا الرّئیس والمرؤس، ولا المرجع والمقلِّد، حیث قال (صلى الله علیه وآله): «المسلمون اُخوة(1) تتکافأ دماؤهم»(2).

وعلى هذا فکیف جعل الإسلام دیة المرأة نصف دیة الرّجل (إذا وصلت دیة الجنایة إلى الثلث)، وهل ینسجم هذا الحکم مع روح العدالة فی الإسلام؟

مضافاً إلى ذلک، وعلى فرض انّ فلسفة هذا الحکم هو انّ النّساء فی الصّدر الاوّل للإسلام کُنّ أقل مشارکة فی الفعالیات الاجتماعیّة، أو لم یکن لهنّ دور أصلا، ولکن الیوم للنساء دور مهم فی المجتمع إلى درجة انهنّ فی بعض النشاطات الاجتماعیّة یعملن إلى جنب الرّجل، ولهن الأسبقیة فی قطاعات اُخرى، وقد أجاز الإسلام هذه الفعالیات والنشاطات شریطة حفظ العفاف ورضا الزوج، فمع کل ذلک هل تبقى دیة المرأة نصف دیة الرّجل؟

الجواب: یمکن الإجابة عن الإشکال السّابق بجوابین: أحدهما إجمالی قصیر، والآخر مفصّل.

الجواب الإجمالی: إنّ الدّیة خلافاً لتصور البعض لیست ثمناً للدم! لأن ثمن دم الإنسان بنظر الإسلام یساوی آلاف أضعاف مقدار الدّیة، بل وأکثر من ذلک، فالقرآن الکریم یرى بأن دم الإنسان المظلوم یعادل دماء کل البشر ومساو لها، حیث قال تعالى:

(وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَاً بِغَیْرِ نَفْس أو فَساد فِی الأرْضِ فَکأنّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعَاً)(3).

فدم الإنسان یعادل دماء کل البشر، ودماء کل البشر غیر قابلة للتقدیر المادی.

وعلیه، فتفسیر الدّیة، بأنّها ثمن الدّم، لیس تفسیراً صحیحاً.

وهنا یطرح سؤال: إذا لم تکن الدّیة ثمناً للدّم فما هی الدّیة إذاً؟ هل الدّیة نوع عقوبة وجزاء، أم أنّها جبران للخسارة الاقتصادیة النّاشئة عن فقدان المقتول أو نقصانه؟

ونقول فی الجواب: إنّ الدّیة جزاء وعقوبة، وفی نفس الوقت هی جبران للخسارة المالیّة النّاشئة من فقد المقتول، فهی عقوبة لردع النّاس من اقتراف القتل، ولکی یحتاط الإنسان فی تصرفاته، فلا یرتکب مثل هذا الخطأ الفضیع، وهی جبران للخسارة المالیة، لأن فقد القتیل یسبّب عجزاً وخللاً اقتصادیاً لعائلته، فالدّیة تشغل هذا النقص وتسد هذا العجز، ولما کان الضرر الاقتصادی النّاشی من قتل الرّجال أکبر بکثیر من الضرر الاقتصادی النّاشی من قتل النّساء وفقدانهن، صارت دیة المرأة نصف دیة الرّجل.

الجواب التفصیلی: إنّ لشخصیة المرأة کما لشخصیة الرّجل ثلاثة جوانب الجانب الإنسانی والإلهی، الجانب العلمی والثقافی، والجانب الاقتصادی.


(1) والأخ هنا شامل للرجل والمرأة واستعمل للتغلیب.
(2) الکافی: ج 1 ص 403، کتاب الحجّة، الباب ما أمر به النبی (صلى الله علیه وآله) بالنصیحة لأئمة المسلمین... ونظیر هذه الرّوایة ورد فی المصادر السنّیة، مثل ما ورد فی السنن الکبرى: ج 8 ص 27.
(3) المائدة: 32.

 

4 ـ حدود تنصیف دیة المرأةالجانب الإنسانی والإلهی
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma