حکم العبادة فی المناطق القطبیّة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
بحـوث فقهیة مهمّة
خامسها ـ فی قراءة القرآن إشکالیّة اللیل والنهار فی المناطق القطبیّة

ظهور الشمس فی منتصف اللیل !

هل یصحّ أن یکون الإسلام دیناً عالمیّاً فی حین أنّ بعض أهم أحکامه الشرعیّة من قبیل (الصلاة والصوم) غیر قابلة للتطبیق فی جمیع البقاع المعمورة ؟

إنّنا نعلم أنّ هناک مناطق فی القطب بین الشمالی والجنوبی یستغرق فیها کلّ من اللیل والنهار ستة أشهر. فمن البدیهی عدم إمکانیّة الصوم وکذلک الصلاة الیومیّة بشکلها المقرّر فی تلک المناطق.

وهذا الإشکال کثیراً ما طُرح من هنا وهناک فی قبال مسألة (عالمیّة الدین الإسلامی).

وقبل فترة ذکرت إحدى المجلات المعروفة هذا الإشکال وصاغته بصیاغة عجیبة وغریبة حیث قالت:

«... بزوغ الشمس منتصف اللّیل یشکّل خطراً على الإسلام...».

إذا کنتم أیّها المسلمون تعتقدون بالإسلام بشکل جازم وتؤدّون الفرائض الدینیّة لوقتها فعلیکم أن تدعوا أن لایکون شهر رمضانکم فی (فنلاند) أو أی بلد یقع فی نواحی القطب، لأنّه کما هو معلوم أنّ الشمس فی شهر (أُوت)لاتغرب. وهذا الموضوع أصبح یشکّل مشکلة عویصة لعلماء (الأزهر) فی مصر...والآن یعیش بعض المسلمین فی (فنلاند) وقد سافروا إلیها لأسباب مختلفة، وبما أنّ الشمس لا تغرب فی شهر (أُوت) أو تغرب مقداراً قلیلاً جدّاً بحیث لا توجب معها فرصة لتناول وجبة غذاء کاملة، فمن ذلک وقع المسلمون فی فنلاند فی ورطة أمام هذه المشکلة العویصة. فهل یجب علیهم صوم جمیع شهر رمضان من أوّله إلى آخره، والإمساک عن الأکل ؟ (وهذا أمر محال)، أو یترکوا إحدى الفرائض المقدّسة لدینهم ؟

ولهذا السبب راجعوا لمعرفة حل هذه المشکلة العلماء والفقهاء فی مصر لکنّ هؤلاء العلماء لم یجدوا حلاًّ لهم لحد الآن».

هذا هو خلاصة الکلام الذی نشرته المجلّة المذکورة قبل عدّة سنوات، وقد یرد هذا التساؤل بین حین وآخر حول هذه المسألة.

الجواب:

کما سیتّضح بعد قلیل أنّ بزوغ الشمس فی منتصف اللیل فی «فنلاند» لا تشکّل خطراً على الإسلام، ولا أنّه یجب على المسلمین فی تلک المناطق الصوم والإمساک عن الطعام طیلة شهر کامل أو شهور أی أنّهم یقومون بعملیة إنتحاریة فی هذه الصورة، ولیست هناک ضرورةً إلى نقض هذه الوظیفة الدینیّة المقدّسة أی (الصوم)، ولا أنّ علماء الإسلام سواءً من الشیعة أو أهل السنّة عاجزون عن حلِّ هذه المسألة، ولیس من الصحیح أن تسمّى هذه المسألة بأنّها (مشکلة عویصة).

فالجواب على هذه المسألة مذکورٌ فی الکتب الفقهیّة، حیث بیّن الفقهاء فیها وظائف المسلمین وتکالیفهم، غایة الأمر أنّ إبتعاد هؤلاء المستشکلین عن بلاد الإسلام وعدم إتّصالهم بعلماء الدین أبرز هذا التساؤل لهم واعتبروها مشکلة عویصة.

ومن الواضح أیضاً أنّ هذه المشکلة لا تنحصر بالصوم فحسب، بل تتجلّى فی الصلاة وکثیر من التکالیف الدینیّة أیضاً فی هذا الموضوع. فهل یمکن القناعة بأداءطیلة شهر کامل  أو أکثر؟ وهل یمکن فی تلک المناطق التی یبلغ فیها طول الیوم (ستة أشهر) ویتبعه اللیل الذی تستغرق مدّته ستة أشهر أیضاً أن یصلّی الإنسان (17) رکعة من الصلاة الیومیّة طیلة سنة کاملة ؟ ولا یُعلم السبب الذی حدى بهذا الکاتب أن یحصر الخطر على الإسلام بزوغ الشمس فی منتصف اللیل فی فنلاند، فلو فرضنا أن الیوم الطویل فی شمال فنلاند أو بقیة المناطق القطبیّة یولد خطراً ومشکلة عویصة، ولکنّ ذلک لا ینحصر بالإسلام، بل یتوجّه أیضاً إلى أداء مراسم (یوم الأحد) للمسیحیین، وکذلک صلاة وصوم الیهود وغیرهم، لأن الأعمال والطقوس العبادیّة موجودة فی جمیع الأدیان، وهی ترتبط بعضها باللیل والنهار والأسبوع والشهر.

وکما تقدّم أنّ هذه المسألة قد نوقشت منذ مدّة طویلة فی الفقه الإسلامی، وأجاب علیها العلماء بصراحة، إلاّ أنّ هؤلاء المستشکلین ولعدم إتّصالهم وإرتباطهم بأمثال هذه الکتب والدراسات تصوّروا أنّ المسألة کما هی عویصة فی أفکارهم، فأنّها کذلک بالنسبة إلى غیرهم من المسلمین(1)، وعلى کلّ حال قبل البدء بالجواب من اللازم الإشارة إلى ثلاث نقاط:


(1) لقد ذکر حکم هذه المسألة بصراحة فی کتاب «العروة الوثقى» للعلاّمة المحقًّق المرحوم السیدالیزدی. وهو من الکتب الفتوائیة المعروفة، وقد کتب علیه جمیع العلماء الکبار من المتأخرین والمعاصرین تعلیقاتهم الفقهیة.

 

خامسها ـ فی قراءة القرآن إشکالیّة اللیل والنهار فی المناطق القطبیّة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma