شبهة عدم الإسراف فی الحجّ

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
بحـوث فقهیة مهمّة
دفن الأضاحی أو إحراقها من أوضح مصادیق الإسراف أو التبذیرالنّسبة بین حکم الأضحیة وحرمة الإسراف والتّبذیر

فإن قیل: قد ورد فی بعض الرّوایات أنّه لا إسراف فی الحج، وهو ما رواه ابن أبی یعفور فی الصحیحة عن أبی عبدالله (علیه السلام)قال: قال رسول الله (صلى الله علیه وآله) :

«ما من نفقة أحبّ إلى الله عزّ وجل من نفقة قصد، ویبغض الإسراف إلاّ فی الحج والعمرة، فرحم الله مؤمناً اکتسب طیّباً وأنفق من قصد أو قدّم فضلا»(1).

قلن: لا شکّ فی أنّ المستفاد من مثل هذه الروایة لیس هو تضییع المال بطرحه أو إحراقه أو دفنه أو تهیئة طعام خمسین شخصاً مثلا لعشرة اشخاص بحیث یطرح الزائد ویفسد ولو کان فی الحجّ، بل الظاهر منها بسط الید فی الإنفاق ببذل الزاد وتهیئة الهدایا للأقرباء والأصدقاء; والشاهد على ذلک:

أوّل: نفس ما ورد فی الروایة من تقابل الإسراف والقصد فی النفقة، فإنّه شاهد قطعی على أنّ المقصود من الإسراف هو النفقة من غیر قصد واعتدال، أی إکثار النفقة وبسط الید فیها، لا تضییع المال وإفساده، فهل یفتی فقیه بجواز أن یحمل زائر بیت الله الحرام عشرة دوابّ مع أنّه یرکب واحداً منها، فیطرح الزائد ویترکه فی الطریق حتّى یموت ویتلف، أو یحمل مؤونة عشر نفرات مع حاجته إلى مؤونة فرد واحد، فیلقی ما زاد منها فی مکّة أو المدینة فی المزابل حتّى یتضیّع ویفسد.

وثانی: ما ورد فی آداب السفر عموماً من استحباب بذل الزاد وإنّه من المروّة(2). وفی آداب سفر الحجّ خصوصاً من أنّ «هدیّة الحاجّ من نفقة الحاجّ»(3)و «هدیّة الحجّ من الحجّ»(4) و «إنّ إکثار النفقة فی الحجّ فیه أجر جزیل»(5) و «نفقة درهم فی الحجّ أفضل من الف الف درهم فی غیره فی البرّ»(6) فإنّ جمیعها تشهد على أنّ المقصود من الإسراف فی الحج إنّما هو هذا القبیل من الصلات والإنفاقات والهدایا(7) لا إحراق ملایین من الشیاه والبقر والإبل.

وثالث: یشهد لماذکرنا ما ورد فی ذیل نفس الروایة المبحوث فیها فإنّ قوله «فرحم الله مؤمناً اکتسب طیّباً وأنفق من قصد أو قدّم فضلا» یقتضی دوران أمر نفقات الحاجّ بین القصد وتقدیم الفضل، والأوّل هو ملاحظة الاعتدال، والثانی هو بسط الید والبذل، لا إلقاء النعم الالهیة فی المزابل أو دفنها وإحراقها.

ورابع: أضف إلى ذلک کلّه أنّ محل الکلام هو من مصادیق التبذیر لا الإسراف، فإنّ الفرق بینهما ـ کما مرّ ـ أنّ الإسراف هو الخروج عن حدّ الاعتدال من دون تضییع، والتبذیر ما یؤدی إلى التضییع والإفساد.


(1) الوسائل: الباب 55 من أبواب وجوب الحج، ح 1.
(2) الوسائل: راجع أبواب آداب السفر الباب 49.
(3) الوسائل، أبواب وجوب الحج، الباب 54، ح 2.
(4) الوسائل: أبواب وجوب الحج، الباب 54، ح 1.
(5) مستدرک الوسائل: الباب 34 من أبواب وجوب الحج، ح 1.
(6) مستدرک الوسائل: الباب 27 من أبواب وجوب الحج، ح 1.
(7) ومن الطریف جداً أنّ المستفاد من بعض الروایات کون تهیئة الهدایا وإکثار النفقة فی الحج أیضاً محدود بحدود وقیود، فقد روی عن شهاب بن عبد ربّه أنّه قال: «قلت لأبی عبدالله(علیه السلام) قد عرفت حالی وسعة یدی وتوسّعی على إخوانی فأصحب النفر منهم فی طریق مکّة فأوسّع علیهم، قال: لا تفعل یا شهاب، إن بسطت وبسطوا أجحفت بهم، وإن هم أمسکوا أذللتهم، فأصحب نظراءک أصحب نظراءک» (ابواب آداب السفر الباب 33، ح 1).

 

دفن الأضاحی أو إحراقها من أوضح مصادیق الإسراف أو التبذیرالنّسبة بین حکم الأضحیة وحرمة الإسراف والتّبذیر
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma