3. تقلید المیّت

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
طریق الوصول إلى مهمّات علم الاُصول ج2
مدار الأعلمیة على ماذا؟مصادر التحقیق


الأقوال فیه ثلاثة:
1. عدم الجواز، وهو المشهور بین الإمامیة(1).
2. الجواز، وهو المشهور بین العامّة(2).
3. التفصیل بین التقلید الابتدائی فلا یجوز، وبین التقلید الاستمراری; أی البقاء على التقلید بعد الموت فیجوز(3).
واستدلّ القائلون بالجواز بوجوه عمدتها السیرة المستمرّة للعقلاء على أنّ آراء الأموات المکتوبة فی کتبهم کآراء الأحیاء فی جمیع الفنون کاللغة والطبّ والرجال ونحوها، وأمّا مهجوریّة بعض الآراء فلا ربط لها بالممات أو الحیاة، فإنّه کثیراً ما یترک بعض آراء الحیّ أیضاً فی زمان حیاته لظهور رأی أقوى منه، وصیرورته مهجوراً بعد أن کان مقبولاً.
واستدلّ القائلون بعدم الجواز بوجوه عمدتها الإجماع، فقد نقل عن صاحب المسالک أنّه قال: صرّح الأصحاب باشتراط الحیاة(4)، وعن صاحب المعالم(رحمه الله)أنّه
قال: العمل بفتاوی الموتى مخالف لما یظهر من اتفاق أصحابنا على المنع من الرجوع إلى فتوى المیّت(5).
ولا یخفى أنّ هذا الإجماع لیس مدرکیاً بل إنّه ضدّ المدرک، لما مرّ من أنّ القائلین بجواز تقلید المیّت یستدلّون علیه ببناء العقلاء; لأنّهم یعتبرون لجمیع الکتب العلمیة بعد الموت ما یعتبرونه فی زمن الحیاة، فإنّ الفقهاء خالفوا هذا البناء بإجماعهم على عدم الجواز، وهذا من الموارد الّتی یکون الإجماع فیها مخالفاً للقواعد، فضلا عن أن یکون مستنداً إلیها، فلا یبعد اعتباره بما هو إجماع وقد عرف الشیعة بهذه الفتوى فی مقابل العامّة القائلین بوجوب تقلید أئمّتهم الأربعة بعد موتهم بقرون کثیرة.
نعم، حیث إنّ هذا الإجماع دلیل لبّی لابدّ من الاکتفاء فیه بالقدر المتیقّن، والقدر المتیقّن منه إنّما هو التقلید الابتدائی فحسب، فهو رادع عن بناء العقلاء بالنسبة إلى خصوص الابتدائی، وأمّا الاستمراری فحجّیة بناء العقلاء فیه بلا مزاحم، وحینئذ فالحقّ فی المسألة هو القول الثالث من التفصیل بین التقلید الابتدائی والاستمراری.
وهنا نکتة لطیفة: وهی أنّ العلوم ـ ومنها علم الفقه ـ تتقدّم وتربو على مرّ الزمان والأحیاء من العلماء یأخذون علوم العلماء الماضین وینتفعون منها مع علوم أنفسهم، فکم ترک الأوّلون للآخرین.
وعلیه فربما یکون طبیب من الأطبّاء غیر المعروفین فی عصرنا أعلم فی الطبّ من بعض مشاهیر الأطبّاء المتقدّمین، وهکذا یکون بعض الفضلاء فی الحوزات العلمیة مثلاً أعلم فی علم الاُصول من بعض أعاظم الاُصولیین الماضین; لتقدّم العلوم وتکاملها على مرّ الدهور والأزمنة.
ولهذا یمکن أن یقال: إنّ الأحیاء غالباً أعلم من الأموات بملاحظة سیر العلوم، ومن هنا یعلم سرّ وجوب تقلید الأعلم فی مذهبنا فقد صار ذلک سبباً لتقدّم شیعة أهل البیت(علیهم السلام) على غیرهم فی الفقاهة ومعرفة الأحکام، والله العالم.
وبذلک تمّ ما أردنا إیراده من مهمّات مسائل علم الاُصول فی هذا الکتاب
والحمد لله أوّلاً وآخراً وظاهراً و باطناً
والصلاة على رسوله وآله أبداً سرمداً وعجّل الله تعالى فرجهم قریباً سریعاً
 


1. اُنظر: جواهر الکلام، ج 21، ص 402; مطارح الأنظار، ص 253.
2. المحصول فی علم الاُصول، للرازی، ج 6، ص 71 و 72; الإحکام فی اُصول الأحکام، للآمدی، ج 4، ص 236; المجموع، ج 1، ص 55.
3. اُنظر: العروة الوثقى، ج 1، ص 16، المسألة 9 مع ما علّق علیها کثیر من الأعلام المتأخّرین.
4. مسالک الأفهام، ج 3، ص 109.
5. معالم الدین، ص 248.
مدار الأعلمیة على ماذا؟مصادر التحقیق
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma