وقبل الورود فی البحث عنها لابدّ من تفسیر کلمة «الحکم» الوارد فی قاعدة الملازمة الناطقة بـ«أنّه کلّما حکم به العقل حکم به الشرع».
فنقول: إنّه فرق بین الحکم فی قولنا: «حکم به العقل» والحکم فی قولنا: «حکم به الشرع» حیث إن الحکم الأوّل معناه إدراک العقل لا إنشائه وجعله; لأنّ إنشاء التکلیف من شأن المولى، وأمّا الحکم الثانی، فلیس هو بمعنى الإدراک بل هو بمعنى التشریع وإنشاء التکلیف لکون الشارع مولى الموالی والناس جمیعهم عباده.
وفی المسألة أقوال:
منها: ثبوت الملازمة(1).
ومنها: قول الأشاعرة وهو إنکار الملازمة مطلقاً(2).
ومنها: التفصیل بین ما إذا تطابقت آراء العقلاء على حسن فعل أو قبحه وبین ما إذا لم تتطابق آراؤهم علیه، والملازمة ثابتة فی الصورة الاُولى فقط(3).