أدّلة المثبتین

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
طریق الوصول إلى مهمّات علم الاُصول ج2
المقام الأوّل: هل للأشیاء حسن وقبح ذاتاً؟أدلّة المنکرین للحسن والقبح:

لایخفى أنّ قسماً من الأفعال یکون بحسب الذات علّة تامّة للحسن أو القبح کالظلم والإحسان.
وقسماً منها یکون مقتضیاً وعلّة ناقصة لأحدهما فی حدّ ذاته کالصدق الذی یقتضی الحسن ذاتاً ما لم یمنع مانع عنه، کما إذا أوجب إلقاء النفس فی التهلکة.
وقسم ثالث منها لیس علة تامّة للحسن أو القبح فی حدّ ذاته ولا علّة ناقصة لأحدهما کذلک کالمباحات العقلیّة، والنزاع إنّما وقع فی القسم الأوّل لا الثانی والثالث ممّا یکون حسناً أو قبیحاً بالوجوه والاعتبار.
إذا عرفت ذلک، فاعلم أنّه لا إشکال فی حسن بعض الأفعال أو قبحه ذاتاً وقبل ورود الشرع ویدلّ علیه اُمور:
منها: الوجدان، فإنّ وجدان کلّ إنسان یحکم بأنّ هناک أفعالا حسنة ذاتاً وأفعالا اُخرى قبیحة کذلک، وإن شئت فانظر إلى رجلین أحدهما أنقذ غریقاً من البحر والآخر ألقى رضیعاً فی البحر، فهل تجد فی نفسک أنّهما سیّان من حیث المدح والذمّ؟ کلاّ، بل یحکم وجدانک بحسن عمل الأوّل وقبح عمل الثانی بلا ریب، ولا ترتاب ولو للحظة واحدة فی هذا الحکم.
ومنها: أنّ إنکار الحسن والقبح الذاتی یستلزم إنکار الشریعة وعدم إمکان إثباتها; لأنّه متوقّف على إظهار المعجزة على ید النبی الصادق(صلى الله علیه وآله) وهو لا یدلّ على صحّة النبوّة إلاّ إذا قلنا بقبح إظهارها على ید الکاذب، وکذلک یستلزم عدم إمکان قبول الوعد والوعید الواردین فی کتاب الله لأنّه یتوقّف على قبح الکذب وعدم الوفاء بالوعد.
ومنها: ما یدلّ من الآیات على حسن بعض الأفعال وقبح بعض آخر قبل ورود الشرع من قبیل قوله تعالى: (الَّذِینَ یَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِىَّ الاُْمِّىَّ الَّذِی یَجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْرَاةِ وَالاِْنجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَیَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنکَرِ وَیُحِلُّ لَهُمْ الطَّیِّبَاتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیْهِمْ الْخَبَائِثَ)(1)، وقوله جلّ جلاله: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّی الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)(2)، وقوله عظم قدره: (إِنَّ الله یَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِیتَاءِ ذِی الْقُرْبَى وَیَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنکَرِ)(3) ففی هذه الآیات وأشباهها دلالة واضحة على ثبوت الحسن والقبح بحکم العقل، وقبل ورود الشرع.


1. سورة الأعراف، الآیة 157.
2. سورة الأعراف، الآیة 33.
3. سورة النحل، الآیة 90.


 

المقام الأوّل: هل للأشیاء حسن وقبح ذاتاً؟أدلّة المنکرین للحسن والقبح:
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma