لابدّ فی الإجماعات المنقولة من ملاحظة مقدار دلالة ألفاظها، فإنّ دلالة ألفاظ الإجماع تختلف فی القوّة والضعف، فقد یقال: «أجمع الأصحاب» وقد یقال: «لا خلاف بینهم» وقد یقال «لم نعرف مخالفاً» وهکذا.
ولابدّ أیضاً من ملاحظة حال الناقل فإنّه قد یکون فی أعلى درجة التتبّع، وقد یکون دون ذلک.
وکذلک لابدّ من ملاحظة حال المسألة الّتی نقل فیها الإجماع; فإنّها قد تکون مشهورة عند الأصحاب مدوّنة فی کتبهم تصل إلیها الأیدی غالباً، وقد تکون دون ذلک، وقد تکون فی غایة الخفاء لیس لها محلّ مضبوط وإنّما عنونها الأصحاب فی مواضع مختلفة لا تصل إلیها إلاّ ید الأوحدی من الأعلام، فإذا استفید من مجموع ذلک أنّ السبب المنقول هو سبب تامّ فهو، وإلاّ فلابدّ من الأخذ بالمتیقّن وضمّ سائر الأقوال إلیه لعلّه یکون سبباً تامّاً تترتّب علیه الثمرة والنتیجة.