1 ـ الخوارج ظاهرة لافرقة

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
مصیر الخوارج 2 ـ الخوارج لصوصا سلابین

یستفاد من کلام الإمام(علیه السلام) أنّ الخوارج لم یکونوا فرقة معینة، یقدر ما کان یراهم الإمام(علیه السلام)ظاهرة حیة طیلة التأریخ الإسلامی، حتى أنّ القرائن تفید أن هذه الظاهرة کانت على عهد رسول اللّه(صلى الله علیه وآله)، فقد أورد المفسر الجلیل المرحوم الطبرسی عن أبی سعید الخدری فی ذیل الآیة (وَمِنْهُمْ مَنْ یَلْمِزُکَ فِی الصَّدَقاتِ...)(1) أنّ رسول اللّه(صلى الله علیه وآله)حین قسم غنائم قبیلة هوازن على المسلمین یوم حنین قام إلیه حرقوص بن زهیر وقال: اعدل یا محمد! فقال رسول اللّه(صلى الله علیه وآله): فمن ذا یعدل إذا لم أعدل؟ فقال عمر: دعنی أضرب عنقه یا رسول اللّه، فقال(صلى الله علیه وآله): «دعه فان له أصحابا یحقر أحدکم صلاته مع صلاتهم وصیامه مع صیامهم یمرقون من الدین کما یمرق السهم من الرمیة» وأضاف المرحوم الطبرسی وجاء فی حدیث آخر أنّ النبی(صلى الله علیه وآله)قال: «فاذا خرجوا فاقتلوهم ثم إذا خرجوا فاقتلوهم» فترلت الآیة المذکورة: (وَمِنْهُمْ مَنْ یَلْمِزُکَ فِی الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَ إِنْ لَمْ یُـعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ یَـسْخَـطُونَ). فالواقع أنّ هذه الکلمات تفید إمتداد الجذور الفکریة للخوارج إلى عصر النبی(صلى الله علیه وآله)وأنّهم لم یکونوا یتورعون حتى عن مجابهة النبی(صلى الله علیه وآله)إذا تعرضت مصالحهم للخطر. ونقل ابن أبی الحدید عن مسند أحمد بن حنبل أنّ عائشة سألت مسروق: هل عندک علم من المخدج (أحد زعماء الخوارج)؟ فقلت: نعم، قتله علی بن أبی طالب على نهر قالت عائشة: إبغنی على ذلک بینة. فأقمت رجالاً شهدوا عندها بذلک. قال فقلت لها: سألتک بصاحب القبر، ما الذی سمعت من رسول اللّه(صلى الله علیه وآله)فیهم؟ فقالت: نعم سمعته یقول: «إنّهم شر الخلق والخلیقة یقتلهم خیر الخلق والخلیقة وأقربهم عنداللّه وسیلة»(2). هذا ویمکن ایجاز ممیزات الخوارج فیمایلی: إنّهم طائفة تعنی کثیراً بظواهر العبادات وحتى المستحبات والمکروهات البسیطة وهذا ما جعلهم یعیشون الغرور ویشعرون بالعجب، وبالمقابل کانوا أفراد جاهلین متعصبین خارجین عن حدود الادب والخلق، ولا یتورعون عن أقذر الأسالیب من أجل تحقیق مآربهم، وأفضل نموذج على ذلک سوء خلق «ذو الخویصرة» (حرقوص) وفضاضته تجاه النبی(صلى الله علیه وآله). صحیح أنّ الخوارج ظهروا فی صفین بعد التحکیم إلاّ أنّ هذا لایعنی عدم وجود إمتداداتهم الفکریة لما قبل عصر الإمام(علیه السلام)ومازلنا إلى الیوم نلمس ثقافتهم وأفکارهم المنحطة لدى بعض طبقات وفئات مختلف المجتمعات البشریة، ولعل أغلب الوهابیین ینتمون إلى هذه الزمرة، لأنّهم یتصفون بصفاتهم. کما نرى فی أوساطنا بعض الأفراد الشدیدی الالتزام بقشور الدین بینما یرون إنحراف کبار علماء الدین عن الصراط المستقیم ویسعون جاهدین لاثارة البلابل والفتن. ولایبدو القتال علاجاً لمرض هذه الفئة الضلالة، بل علاجها یکمن فی رفع المستوى الثقامی للاُمّة وانفتاحها على المسائل الدینیة والعقائدیة; الأمر الذی صرح به الإمام(علیه السلام) فی الخطبة القادمة. وقد أشار الإمام(علیه السلام) فی الخطبة السادسة والثلاثین إلى مدى جهل هؤلاء الأفراد فقال «وأنتم معاشر أخفاء الهام، سفهاء الاحلام ولم آت ـ لا أبالکم ـ بجرا ولا أردت لکم ضراً». وکفى هذه الفرقة ضلالة وانحرافاً وفضاضة ما فعلته بصحابی النبی(صلى الله علیه وآله)عبداللّه بن
الخباب المعروف بورعه وتقواه وزوجته الحاملة حیث قتلتها بتلک الطریقة البشعة وبقرت بطن زوجته لأنّهما لم یتنکراً لعلی(علیه السلام)بینما کانت تستشکل قتل الیهودی، بل کانت لاترى جواز قتل الخنزیر. بل کانوا یشکلون على أحدهم إذا تناول تمرة مهملة تحت شجرة دون إذن صاحبها، بینما لایتورعون عن سفک دماء کبار صحابة رسول اللّه(صلى الله علیه وآله)وأمیرالمؤمنین(علیه السلام). کان هنالک تناقضاً واضحاً بین ظاهرهم وباطنهم وأقوالهم وأفعالهم، حتى إمتد ذلک التناقض إلى عقائدهم الفقیهة والکلامیة، فکانوا یرون وجوب قتل مرتکب الکبیرة، بینما یعتقدون بعدم الحاجة إلى الحاکم رغم الفوضى والهرج والمرج الذی یسود المجتمع. وتفید القرائن أنّهم کانوا مفرطین فی المسائل الجنسیة وغارقین فی الشهوات، ولعل هذا ما جعلهم یجوزون العقد على تسع نساء، ولا یرون الرجم عقوبة لمن زنا وهو محصن. ومن الطبیعی أن تتفرع هذه الفرقة عدة فروع بفعل ذلک الجهل والتعصب والحمق، ومن هنا لم تمض علیها مدة حتى انقسمت فرقاً لکل منها زعیم من قبیل الازارقة والنجدات والصفریة والعجاردة والثعالبة وما تشابه ذلک. لعلنا نلمس هذه الفرقة الیوم فی الوهابیة التی تعیش التمسک بظاهر العبادات وتتحرج فی المکروهات والمباحات وتؤدی المستحبات، بینما تکفر أغلب المسلمین من السنة والشیعة وتبیح دمائهم، ورغم ضحالتهم الفکریة وجمودهم إلاّ أنّهم یرون أنفسهم أفضل من غیرهم، فهم کالخوارج یرون أنفسهم الحق المطلق وما سواهم باطلاً.


1. سورة التوبة / 58.
2. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 2 / 267.

 

مصیر الخوارج 2 ـ الخوارج لصوصا سلابین
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma