تفید خطب نهج البلاغة الواردة بهذا الشأن، أنّ البیعة کانت من الحواداث العجیبة التی شهدتها خلافة الإمام(علیه السلام) بحیث خرجت عن المتعارف فی البیعات العادیة، وقد بلغ الزحام درجة کان یخشى معها وقوع البعض وانحساره بین تلک الجماعات العظیمة. وهنا یطرح هذا السؤال: ما سبب ذلک الهجوم العظیم على الإمام(علیه السلام) من أجل البیعة؟ یبدو أنّ غضب الناس بلغ ذروته إبان من سبق الإمام(علیه السلام)من الخلفاء ولا سیما على عهد الخلیفة الثالث الذی شهد غیاب العدل وضیاع القیم والمثل والتطاول على بیت المال والاساءة إلى الشخصیات الإسلامیة وتسلیط عصابة من البطانة على رقاب الناس، بحیث لم یکن أمام الناس سوى اللجوء إلى ذلک الفرد العادل الذی من شأنه اعادة الإسلام إلى مسیرته الأصلیة. نعم کانوا متعطشین للعدالة، للإسلام الأصیل والمعارف القرآنیة الحقة الخالیة من الخرافات والأساطیر; الاُمور التی جمعت فی أمیرَالمؤمنین علی(علیه السلام)، فما حیلة العطشان إذا رأى الماء الزلال سوى الهجوم علیه والتزود منه، فالهجوم المذکور یفید عظمة مقام الإمام(علیه السلام) من جانب ومدى إستیاء الناس من الاوضاع السابقة من جانب آخر، والأمران یحتاجان إلى ابحاث تأریخیة مسهبة.(1)

1. من أراد المزید یمکنه مراجعة الخطبة الشقشقیة.