هناک رأیان بشأن زمان الخطبة: فالبعض یعتقد أنّه ورد بشأن فتنة ابن الحضرمی بعد أن استشهد محمد بن أبی بکر على ید عمرو بن العاص فقد البصرة من قبل معاویة لیخرجها من حکومة الإمام علی(علیه السلام) حیث استولى علیها بمعونة جماعة من المنافقین. فلما بلغ الإمام(علیه السلام)ذلک من قبل ابن عباس یعزیه بمحمد بن أبی بکر خطب الخطبة، ثم بعث بجاریة ابن قلامة السعدی المعروف بشجاعته فحاصر ابن الحضرمی مع سبعین من صحبه وقضى علیهم جمعیاً. والرأی الآخر أنّ الإمام(علیه السلام)خطبها فی صفین، حین اقترح على الإمام(علیه السلام)الصلح وقد ضغطوا على الإمام(علیه السلام)لقبوله. على کل حال فان الإمام(علیه السلام) خطب الناس لا متثال أوامره، ثم تطرق لا خلاص المسلمین فی صدر الإسلام وأنّ سبب النصر یکمن فی الانضباط والتسلیم لأوامر النبی(صلى الله علیه وآله)، فی إشارة إلى النصر سیکون حلیفهم لو إستنّوا بهذه السنة وطاعوا الأوامر، والاّ لیس إمامهم سوى الفشل والهزیمة إذا عاشوا الفرقة والتشتت وعدم طاعة الاوامر.
«وَلَقَدْ کُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِ(صلى الله علیه وآله) نَقْتُلُ آباءَنا وَأَبْناءَنا وَإِخْوانَنا وَأَعْمامَنا، ما یَزِیدُنا ذَلِکَ إِلاَّ إِیماناً وَتَسْلِیماً وَمُضِیّاً عَلَى اللَّقَمِ وَصَبْراً عَلَى مَضَضِ الاَْلَمِ وَجِدّاً فِی جِهادِ الْعَدُوِّ; وَلَقَدْ کانَ الرَّجُلُ مِنّا وَالاْخَرُ مِنْ عَدُوِّنا یَتَصاوَلانِ تَصاوُلَ الْفَحْلَیْنِ، یَتَخالَسانِ أَنْفُسَهُما أَیُّهُما یَسْقِی صاحِبَهُ کَأْسَ الْمَنُونِ، فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا وَمَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنّا، فَلَمّا رَأَى اللّهُ صِدْقَنَا أَنْزَلَ بِعَدُوِّنَا الْکَبْتَ وَأَنْزَلَ عَلَیْنَا النَّصْرَ، حَتَّى اسْتَقَرَّ الاِْسْلامُ مُلْقِیاً جِرانَهُ وَمُتَبَوِّئاً أَوْطانَهُ. وَلَعَمْرِی لَوْ کُنّا نَأْتِی مَا أَتَیْتُمْ، مَا قامَ لِلدِّینِ عَمُودٌ وَلا اخْضَرَّ لِلاِْیمانِ عُودٌ. وَایْمُ اللّهِ لَتَحْتَلِبُنَّها دَماً، وَلَتُتْبِعُنَّها نَدَماً!»