قصة التحکیم ثم ظهور أمر الخوارج

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
إتمام الحجة على الخوارجالخطبة 37

ذکرنا حین شرحنا للخطبة الشقشقیة فی المجلد الأول أنّ الخوارج فئة متعصبة وجاهلة قد ظهرت من بطن صفین وقضیة التحکیم. فقد أقرت مسألة التحکیم (عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعری) وفرضوها على الإمام(علیه السلام). ولم یصفوا إلى قول الإمام(علیه السلام) أنها خدعة ولم یبق إلا القلیل على ختم فتنة أهل الشام وزعیمهم معاویة. لکنهم تدموا بعد نتیجة التحکیم وتابوا لکنهم أفرطوا هذه المرة حیث حکموا یکفر قبول التحکیم وشعارهم الحکم لله فلابد أن یتوب علی(علیه السلام) من هذه المعصیته. قال الإمام(علیه السلام) أن التحکیم لیس کفرا، فقد أشار القرآن إلى هذه المسألة فی حل الخلافات العائلیة «فابعثوا حکما من أهله وحکما من أهلها» وفی کفارة الإحرام «یحکم به ذوا عدل منکم» لکن التحکیم الذی أقررتموه کان خاطئا ـ على کل حال إقتنع هؤلاء ـ وکان من بینهم بعض المتظاهرین بالعبادة والإتیان بالمستحبات ـ بقشور الإسلام وترکوا جوهره فاجتمعوا ضد أمیرالمؤمنین(علیه السلام) فی منطقة قرب الکوفة تدعى الحروراء قرب النهروان. فبالغ الإمام(علیه السلام) فی وعظهم ونصحهم حتى عاد أکثرهم إلى رشده بینما بقی أربعة آلاف منهم فلما تثبت المعرکة صرعوا جنب النهر ولم ینج منهم إلا القلیل کما أخبر الإمام(علیه السلام).

وقد شهدت حیاة الخوارج وسیرتهم العدید من التناقضات العجیبة ومن ذلک:

1ـ لقیهم عبدالله بن الخباب فی عنقه مصحف، على حمار، ومعه إمرأته وهى حامل، فقالوا له: إن هذا الذی فی عنقک لیأمرنا بقتلک، فقال لهم: ما أحیاه القرآن فأحیوه، وما أماته فأمیتوه، فوثب رحیل منهم على رطبة سقطت من نخلة فوضعها فی فیه، فصاحوا به، فلفظها تورعا. وعرض لرجل منهم خنزیر فضربه فقتله، فقالوا: هذا فساد فی الأرض، ثم قالوا لابن الخباب: حدثنا عن أبیک. فقال: إنی سمعت أبی یقول: سمعت رسول الله(صلى الله علیه وآله) یقول: ستکون بعدی فتنة یموت فیها قلب الرجل کما یموت بدنه، یمسی مؤمنا ویصبح کافرا، فکن عبدالله المقتول ولا تکن القاتل ـ قالوا: فما تقول فی علی بعد التحکیم والحکومة؟ قال: إن علیا أعلم بالله وأشد توقیا على دینه وأنفذ بصیرة ـ فقالوا: إنک لست تتبع الهدى، ثم قربوه إلى شاطىء النهر فأضجعوه فذبحوه.(1)

2ـ قال قیس بن سعد بن عبادة: إستنطقهم الإمام(علیه السلام) بقتل عبدالله بن الخباب فأقروا به، فقال: إنفردوا کتائب لأسمع قولکم کتیبة کتیبة. فأقرا جمیعا بقتله. فقال علی(علیه السلام): «والله لو أقر أهل الدنیا کلهم بقتله هکذا وأنا أقدر على قتلهم به لقتلتهم».(2)

3ـ حین هجم الخوارج على جیش الإمام(علیه السلام) إلتفت إلى أصحابه فقال: والله لا ینجو منهم عشرة ولا یهلک منکم عشرة.

والعجیب أنه لم یقتل من أصحاب الإمام(علیه السلام) سوى تسعة ولم ینج من الخوارج إلا ثمانیة.

4ـ کانت قضیة الخوارج قد فعلت فعلها فی الإمام(علیه السلام) وقد إنعکست سلبا على الوسط الإسلامی، فکان(علیه السلام) لا ینفک عن التحدث عنها لیبین للناس کیفیة إنحرافهم فیعتبروا بهم، ولا غرو فمثل هذا التفکیر السطحی المشوب بالجهل والعناد لا یخلو منه عصر ومصر. والخطب التی تحدث فیها الإمام(علیه السلام) عن الخوارج هى الخطبة: 40، 59، 60، 61، 121، 122، 127، 184، والرسالة 77، 78 والتی سنعرض لشرحها جمیعا إن شاء الله.

الجدیر بالذکر أن خط الخوارج ـ کما ذکرنا ـ تیار یتواجد على مدى التأریخ ولا یقتصر على عهد علی(علیه السلام) ـ فهم فئة لا تعرف من الدین سوى ظاهره ولا تعتد إلا بأفعالها وأعمالها وترى إنحراف کل من سواها وقد ملئت سیرتها بالتناقضات، فهى بلاء وآفة تصیب المجتمع. والغریب فی الأمر أن الإمام(علیه السلام) أشار إلى هذه الفئة کظاهرة فوصفهم فی الخطبة 60 قائلا: «کلا والله، إنهم نطف فی أصلاب الرجال وقرارات النساء کلما نجم منهم قرن قطع حتى یکون آخرهم لصوصا سلابین.


1. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 2/281 و تأریخ الطبری 2/60 ـ 61، حوادث عام 37.
2. شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید 2/271 ـ 282.

 

إتمام الحجة على الخوارجالخطبة 37
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma