نصرة المظلوم ومجِابهة الظالم

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
القوی عندی ضعیفالقسم الثالث

لقد شحن نهج البلاغة بوصایاه(علیه السلام) التی تؤکد على الحکومة الإسلامیة فی أن تکون للمظلوم عوناً وللظالم خصماً. ومن ذلک ماورد فی خطبته المعروفة بالشقشقیة من أنّ الحکومة وسیلة للانتصاف للمظلوم «وما أخذ الله على العلماء أن لا یقاروا على کظة ظالم ولا سغب مظلوم»، أما أخر وصیة لولده الحسن (علیه السلام) والحسین(علیه السلام)«کونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً».(1)

وقال فی موضع آخر من نهج البلاغة «وآیم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه ولأقودن الظالم بخزامته حتى اُورده منهل الحق وإن کان کارهاً»(2).

ولا غرابة فالقرآن الکریم قد أکد هذا الأمر لیحث المؤمنین على نصرة المظلومین ولو تطلب ذلک القتال (وَما لَکُمْ لا تُقاتِلُونَ فِی سَبِـیلِ اللّهِ وَ المُسْتَضْعَفِـینَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالوِلْدانِ الَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هـذِهِ القَرْیَةِ الظالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ وَلِـیّـاً وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْکَ نَصِـیر)(3).

جدیر بالذکر أنّ الفلسفة الأصلیة لتشکیل الحکومة وتشریع القوانین(سواء القوانین الإلهیة أو الوضعیة التی تسنها الأنظمة البشریة)هو حفظ حقوق الضعفاء وتوفیر الدعم والاسناد لهم، لأنّ الطغاة والجبابرة یعتمدون منطق القوة الغاشم من أجل هضم حقوق الآخرین، وعلیه فلو تخلت الحکومة والقانون عن دعم المظلومین والمستضعفین فانّها ستفقد فلسفة وجودها لتتحول إلى وسیلة بید الظلمة لتبریر ظلمهم وجورهم. ومن هنا کان قبول الإمام(علیه السلام)للحکومة کما ذکر ذلک فی خطبته الشقشقیة یکمن فی الوقوف إلى جانب المظلوم ومجابهة الظالم.

ومن هنا أیضا فإن القانون یعطی نتیجة معکوسة فی المجتمعات التی تغیر مسار القانون بالرشوة، لأن الراشی هو الظالم لا المظلوم ـ وفی هذه المجتمعات یتحول القانون إلى مصدر دخل غیر مشروع للظلمة وأداة لتوجیه ظلم الآخرین. لکن ینبغی العلم بأن تحمل العدل ومجابهة الظلم ودعم المظلوم إنما یشق على الأعم الأغلب. فمن الصعب قبول العدل من قبل من یرى مراعاته تشکل خطرا على مصالحه اللا مشروعة، أو الأسوأ من ذلک من یرى لنفسه إمتیازا فی المجتمع ولا یمکنهم أن یتساوى مع الآخرین ویرى أن من الإسادة إلیه أن یتساوى معهم، فیعمد إلى عرقلة مسیرة الحکومة العادلة ولا یتورع عن ممارسة أبشع الأعمال. وهؤلاء هم الأفراد الذین وقفوا بوجه الإمام(علیه السلام) وأثاروا الفتن والإضطرابات وحرفوا الوسط الإسلامی.

وأخیرا فقد ورد أنّ سبب إنفراج العرب عن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب (علیه السلام)إنّما یکمن فی الأموال وکیفیة توزیعها، فلم یکن(علیه السلام) یرى من فضل لشریف على غیر شریف أو عربی على أعجمی، کما لم یکن یستن بسنة السلاطین فی معاملة زعماء القبائل، ولم یستمیل أحدا عن طریق المال أبداً، بینما کان معاویة یمارس العکس تماماً.(4)


1. نهج البلاغة، الرسالة 47.
2. نهج البلاغة، الخطبة 136.
3. سورة النساء / 75.
4. بحار الانوار 42 / 133.

 

القوی عندی ضعیفالقسم الثالث
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma