رجل الحرب والسلام

SiteTitle

صفحه کاربران ویژه - خروج
ورود کاربران ورود کاربران

LoginToSite

SecurityWord:

Username:

Password:

LoginComment LoginComment2 LoginComment3 .
SortBy
 
نفحات الولایة (شرحٌ عصرىٌّ جامعٌ لنهج البلاغة) / الجزء الثانی
القسم الأول الهدف من الدعوة إلى الصلح والبیعة

کما أوردنا سالفاً فانّ الخطبة بشأن قضیة جریربن عبداللّه حین کان عاملاً لعثمان على همدان، ثم قدم الکوفة فوجهه الإمام(علیه السلام) إلى الشام لأخذ البیعة من معاویة، إلاّ أنّ فجاج مهمّة جریر کان یبدو ضیعفاً، ومن هنا رأى أصحاب الإمام(علیه السلام)قتالهم. فأجابهم الإمام(علیه السلام)قائلاً «إن استعدادی لحرب أهل الشام وجریر عندهم، إغلاق(1) للشام وصرف لأهله عن خیر إن أرادوه» فالعبارة تفید أنّ الإمام(علیه السلام) بصفته زعیم الدولة الإسلامیة لایرى فی الحرب والقتال من وسیلة صحیحة لحل الاختلافات، ولابدّ من إبقاء باب السلام مفتوحاً لاتمام الحجة، فان لم تجد نفعاً، آنذاک تکون الحرب هى العلاج. والطریف فی الأمر أنّ الإمام(علیه السلام)لایأبه بمعاویة وإنّما یفکر بأهل الشام، فقال «إغلاق للشام»، ثم أضاف قائلا «وصرف لأهله عن خیر إن أرادوه» فی إشارة إلى عبثیة جر أهل الشام للقتال وصدهم عن الصلح والسلام وإن کانت لکبیرة على بعض الأفراد المتحمسین، إلاّ أنّ الزعیم العالم لاینبغی أن تستمیله العواطف والأحاسیس، فلا یتصرف إلاّ من خلال ضبط النفس والعقل والمنطق بما یرتضیه الحق سبحانه وتعالى. ثم أزال الإمام(علیه السلام) الإبهام الذی قد یتسرب إلى عقول هؤلاء الأفراد باستمرار هذه الحالة القلقة فقال «ولکن قد وقت لجریر وقتاً لایقیم بعده إلاّ مخدوعاً أو عاصیاً» فالواقع هو أنّ الإمام(علیه السلام) عین مدة بغیة الحفاظ على مصالح المسلمین وعدم فوات الآوان ومرور الفرصة، فقد کان یعلم أنّ معاویة قد یماطل فی الوقت ویشغل جریر، وأقصى ذلک هو الاهبة والاستعداد للقتال، ثم یرد بالسلب على دعوة الإمام(علیه السلام)بالبیعة فی الوقت الذی تسلب الفرصة والمبادرة من الإمام(علیه السلام) وصحبه. إما لماذا حصر الإمام(علیه السلام) بقاء جریر عند معاویة باحتمالین; الخداع أو العصیان، بینما یمکن أن تکون عرضت له بعض الوقائع من قبیل المرض وما شاکل ذلک، وذلک لأنّ سائر الاحتمالات تبدو ضعیفة لا یکترث بها إزاء هذین الاحتمالین، أو على حد تعبیر علماء الاصول أنّ الاصل فی مثل هذه الاُمور السلامة، فلا ینبغی ترتیب الأثر على سائر الاحتمالات. ثم حاول تهدأة خواطر صحبه والتسکین من روعهم فقال «والرأی عندی مع الأناة(2) فأرودو(3)». من جانب آخر فانّ الإمام(علیه السلام)بغیة عدم غفلة أصحابه فی ظل تلک الظروف الحساسة المصیریة، وضرورة الابقاء على عزمهم الشدید والراسخ فی مجابهة العدو وعدم إطفاء جذوة الحماس للقتال فقال(علیه السلام): «ولا أکره لکم الإعداد»; أی أنی لا أعلن حالة التأهب فهذا الأمر یتعارض والصلح والسلام. وفى نفس الوقت لا أحول دون وظیفتکم فی التعبئة الطواعیة، والحق أنّ هذا لأعظم وأنجع اسلوب منطقی وعقلائی فی مثل تلک الظروف العصیبة؟ أی لا تغلق أبواب السلام، ولا یعیش الجمیع حالة الانفعال والغضب، ولا ینبغی أن تقع بعض الأعمال التی تفرزها طبیعة النفاق، وأخیراً لا ینبغی فوات الفرص دون جدوى!


1. إغلاق مصدر من باب إفعال یستعمل عادة فی الأبواب.
2. «اناة» بمعین التثبت والتأنی والصبر.
3. «أرودوا» من مادة «رود» على وزن فوت بمعنى طلب الشیئ بالرفق والمداراة، ومنه الإرادة.

 

القسم الأول الهدف من الدعوة إلى الصلح والبیعة
12
13
14
15
16
17
18
19
20
Lotus
Mitra
Nazanin
Titr
Tahoma